أوصى خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله - عز وجل - وتزكية الأعمال والأقوال في شهر القرآن بالتقوى والإخلاص، والمبادرة بالتوبة، قبل أن يؤخذ بالنواص. وقال في خطبة الجمعة: الصيام تُرسٌ للمسلم من الخطايا والأوزار، ولَأْمةٌ دون التلطُّخ بالأدران والأكدار، وجُنَّةٌ واقيةٌ من لهيب النار، ألا فلتجعلوا لِجَوَارِحِكُم زِمَامًا من العقل والنُّهَى، ورَقِيبًا من الورع والتُّقَى، حفظًا للصِّيَام عن النَّقص والانْثِلام، ولا يتحقق ذلك إلاّ بصوم الجوارح عن الموبقات والفوادح، وعفَّة اللسان عن اللغو والهذيان، وحفظ الكَلام عن الكِلام، وغضِّ البصر عن الحرام، وكبح الأقدام عن قبيح الإقدام، وبسْط نَدى الكَف، والتورُّع عن الأذى والكَف، والضراعة إلى الله بقلوب وَجِلَةٍ نقيَّة، وطَويَّاتٍ على صادق التوبة والإخلاص والتوحيد مطوية، وهل كفاء ذلك كله إلاّ المنازل العلى في جنات النعيم، فيا طوبى للصائمين القائمين. ودعا إلى المبادرة إلى فَضْل الله المَمْنُوح قبل فوات الرُّوح، وقال: اجعل هذا الشهر شهر المبادرات، تراحموا وتسامحوا، وتصافحوا وتصالحوا، وصِلُوا أرحامكم، واحفظوا أوقاتكم، وتعاهدوا قلوبكم، وحققوا مقاصد الصيام قولاً وعملاً، فرمضان فرصة لاستشعار المعاني السامية التي قصد إليها الدين الإسلامي الحنيف، يتوارد في تحقيق هذه المهمة العظيمة الأسرة والمسجد والمدرسة والجامعة والمجتمع ووسائل الإعلام وقنوات التواصل الحديثة، وهل كفاء ذلك إلا المنازل العلى في الجنان مفتحة بالدخول مع باب الريان، فيا طوبى للصائمين، ويا بشرى للقائمين. وأضاف: اجعلوا - يا رعاكم الله - من شهر الصيام شهرًا للمبادرات، فما أجمل أن تنطلق مبادرة الاستعداد وحسن الاستقبال، وتجديد التوبة والإكثار من قراءة القرآن والتدبر، والتسامح والتصافي ونبذ الحسد والأحقاد، وسلامة الصدور والقلوب، ووضع السلاح بين الفُرقاء، والاجتماع وحسن الظن، والصدقة والإحسان، وأعمال الخير والبِر، والعناية بالأسرة وصلة الرحم، والاهتمام بالشباب والفتيات، وحسن التربية لهم، ووحدة الأمة والبُعْد عن الخلاف والفُرْقَة، وتعزيز الوسطية والاعتدال، وتحقيق الأمن والسلام، والولاء والانتماء، واللُّحمة الوطنية، ولزوم الجماعة والإمامة، وحسن الختام، والعمل للجَنَّة، والوقاية من النار، وحفظ الأوقات ومواثيق الشرف لمنصات التواصل وقنوات الفضاء والإعلام الجديد، وتسخير التقنية لخدمة الدين وأمن الأوطان. وأدت جموع المصلين من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين صلاة أول جمعة في شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وفي أجواء روحانية ونفوس مطمئنة مفعمة بالإيمان، شاكرين الله عز وجل على ما أنعم عليهم من نعمة الأمن والأمان والراحة والاستقرار. وامتلأت أروقة وساحات وأدوار المسجد الحرام بالمصلين والزائرين والمعتمرين، الذين قدموا من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة وأداء صلاة الجمعة واغتنام فضائل هذا الشهر الكريم بالإكثار من العبادات والتقرب إلى الله، حيث تمكن قاصدو بيت الله الحرام من المصلين والزوار والمعتمرين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وسط منظومة من الخدمات المميزة التي حرصت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية على تحقيقها وتوفيرها لهم بما يتوافق مع تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة.