تحول المهاجم البرازيلي لوكاس مورا في أمسية تاريخية الأربعاء من لاعب منبوذ في باريس سان جرمان الفرنسي إلى "بطل خارق" لتوتنهام الإنجليزي، وذلك بعد أن قاد بثلاثيته الرائعة الفريق اللندني لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. وبعد أن كان محط اهتمام أندية من عيار مانشستر يونايتد الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي، نجح سان جرمان في الحصول على خدمات لوكاس في صيف 2012 مقابل مبلغ قياسي في حينها للنادي الباريسي قدر ب45 مليون يورو، على أن يبقى مع فريقه ساو باولو حتى بداية العام 2013. لكن تجربته في العاصمة الفرنسية لم تكن على قدر طموحاته رغم فوزه بلقب الدوري الفرنسي أربع مرات والكأس ثلاث مرات وكأس الرابطة أربع مرات، ووصلت إلى نهايتها في يناير 2018 عندما قررت الإدارة التخلي عنه لتعويض شيء من مبلغ ال400 مليون يورو الذي أنفقته للتعاقد مع مواطنه نيمار من برشلونة الإسباني وكيليان مبابي من موناكو. كان رهان توتنهام على ابن ال26 عاما في محله، وقد رد اللاعب الجميل للنادي اللندني ومدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الأربعاء في أمستردام عندما حول تخلف سبيرز بهدفين في الشوط الأول إلى فوز قاتل 3-2 بتسجيله الأهداف الثلاثة، آخرها في الدقيقة السادسة من الوقت الضائع، معوضا الخسارة التي تلقاها وزملاؤه في الذهاب على ملعبهم صفر-1.لدى وصوله الى شمال لندن في يناير 2018، كان لوكاس مورا واضحا في طموحاته وتقييمه لفريقه الجديد، بالقول "أعتقد أن الفريق قوي جدا جدا. بإمكاننا الفوز بالكثير من الأمور ولما لا دوري أبطال أوروبا؟". وبعد عام وبضعة أشهر على هذا التصريح، صنع لوكاس التاريخ ومنح فريقه فرصة التأهل إلى المسابقة القارية الأم للمرة الأولى في تاريخه، وإلى النهائي الأوروبي الأول منذ 1984 حين توج بكأس الاتحاد الأوروبي للموسم الثاني تواليا. ما فعله لوكاس الأربعاء في "يوهان كرويف أرينا" يستحق أن يكافأ عليه ب"تمثال" بحسب زميله الدنماركي كريستيان إريكسن الذي اعتبر أن أياكس لعب كرة أفضل بكثير من توتنهام في مباراتي الذهاب والإياب لكن "مباراة اليوم (الأربعاء) لا علاقة لها بالتكتيك، بل بالقلب، الذهنية ولوكاس مورا. لهذا السبب نحن فزنا سيصبح بطلاً أمل أن يحظى بتمثال في إنكلترا بعد الذي فعله!". أما بالنسبة لمدربه بوكيتينو الذي كان متأثرا جدا لدرجة "أنه من الصعب جدا التحدث"، فإن "لاعبي فريقي أبطال، كنت أقول للجميع بأن هذه مجموعة أبطال، جميعهم أبطال لكن لوكاس مورا كان بطلا خارقاً ثلاثية لا تصدق يستحق ذلك، إنه شاب رائع". ومن المؤكد أن التأهل الى النهائي بهذه الثلاثية الرائعة، كان أفضل رد من لوكاس على سان جرمان الذي عجز رغم الملايين الطائلة التي أنفقها عن الذهاب أبعد من ثمن النهائي لثلاثة مواسم متتالية، أولها حين كان البرازيلي في صفوفه عندما فاز على برشلونة الإسباني 4-صفر في الذهاب قبل أن يعود ويخسر إيابا بنتيجة 1-6. بالنسبة للبرازيلي "من المستحيل وصف هذه اللحظة" بحسب ما قال بعد المباراة لإذاعة "أر أم سي سبور"، مضيفا "هذه هي اللحظات التي نبحث عنها، التي يبحث عنها جميع اللاعبين. حلمت باللعب في دوري الأبطال منذ أن كنت طفلا، وبالفوز بها، والآن حصلت على فرصة اللعب في النهائي" الذي سيجمع توتنهام بمواطنه ليفربول الذي سبقه الثلاثاء الى تحقيق انجاز مماثل بعدما عوض خسارته ذهابا أمام برشلونة صفر-3 بالفوز ايابا 4-صفر. وأصبح لوكاس الأربعاء خامس لاعب يسجل ثلاثية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الإيطالي أليساندرو دل بييرو والكرواتي ايفيتسا أوليتش والبولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بحسب "أوبتا" للاحصاءات، وهذه "هي اللحظات التي ننتظرها، أنا سعيد للغاية، فخور للغاية بفريقي، لا توجد هناك كلمات (لوصف مشاعره). أنا فخور بالجميع، الأمر لا يتعلق بي وحسب بل بالفريق بأكمله".