احتفت الصحف الإنجليزية بالإنجاز الذي حققه توتنهام الأربعاء حين عوض خسارته ذهابًا على أرضه بهدف ثم تخلفه إيابا أمام مضيفه أياكس الهولندي بهدفين قبل أن يعود من بعيد ويتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه 3 - 2 بفضل ثلاثية البرازيلي لوكاس مورا. وجاء الإنجاز الذي سطره الفريق اللندني ومدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في أمستردام بعد يوم على «معجزة» إنجليزية أخرى حققها ليفربول على حساب برشلونة الإسباني، بتعويضه خسارته ذهابًا بثلاثية نظيفة، من خلال الفوز إيابًا بين جماهيره 4- صفر. بالنسبة لكاتب صحيفة «غارديان» بارني روناي، ما تحقق في أمستردام «كان كثيرًا حقًا»، واصفًا إنجاز توتنهام الذي تحقق بفضل هدف ثالث للوكاس مورا في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، ب»ضرب من الخيال. مع نهاية الشوط الأول في أمستردام، كان «سبيرز» متخلفًا صفر - 3 (بمجموع المباراتين) وينحرف نحو النهاية، محاولاً بأفضل السيناريوهات أن يخسر بشكل جيد». وتابع «بعد ست دقائق من الوقت بدل الضائع، في النهاية، كانوا في مكان آخر تمامًا. شقوا طريقهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بهدف ال»هاتريك» المستحيل من لوكاس مورا الذي كان لا يقاوم طوال الأمسية». ومن جانبها، أشادت صحيفة «ذا تايمز» بسلوك توتنهام الذي لا يعرف معنى للاستسلام بحسب ما كتب كبير مراسليها الكرويين هنري وينتر، موضحًا «ما حدث هو أن لاعبي بوكيتينو الذين استلهموا من نصائح مدربهم خلال استراحة الشوطين والتبديلات المهمة، ردوا بشكل يتناسب بالكامل مع تقاليد النادي في الجرأة، الشجاعة والإيمان». ووصف كاتب صحيفة «دايلي مايل» مارتن صامويل عودة توتنهام من بعيد ب»المعجزة الثانية» بعد ما حصل الثلاثاء في ملعب «أنفيلد»، لكنه استطرد «ربما يتعين علينا حقًا التوقف عن تعريف ما يحصل على هذا النحو (المعجزة) عندما يحدث بين ليلة وأخرى للفرق الإنجليزية في أوروبا». وواصل «في الواقع، لو لم نكن على دراية بما يحصل، فقد يُزعم بأن روايتَي الساعات ال48 الأخيرة، كانتا مدبرتين أو مكتوبتين سلفًا، بأنهما نتاج فريق من الكتاب مثل (مسلسل) «لعبة العروش»... لكن لا يمكن لأي قلم أن ينتج مثل هذه الدراما، ليس إذا كان من المفترض أن يجسد حقيقة. في «لعبة العروش» تنانين. هنا، ثمة رجال هنا من شحم ولحم». ووصف الإنجاز الذي تحقق في أمستردام الأربعاء ب»عودة من بين الأموات... ثلاثية مورا اكتملت فعليًا مع الركلة الأخيرة في المباراة. كانت حقًا إحدى أكثر اللحظات روعة في دوري الأبطال منذ... الليلة السابقة»، في إشارة منه إلى ما حققه ليفربول قبلها بليلة. وسيكون النهائي المقرر في الأول من يونيو على ملعب «واندا متروبوليتانو» الخاص بأتلتيكو مدريد الإسباني، الثاني بين فريقين إنجليزيين بعد 2008 حين تغلب مانشستر يونايتد على تشلسي بركلات الترجيح. وينتظر الإنجليز لمعرفة إذا سيجمع نهائي المسابقة القارية الثانية «يوروبا ليغ» بفريقين إنجليزيين أيضًا. ويحل أرسنال مساء الخميس ضيفًا على فالنسيا الإسباني في إياب نصف النهائي متقدمًا ذهابًا 3 - 1، فيما يلعب جاره تشلسي مع ضيفه اينتراخت فرانكفورت الألماني بعد تعادلهما 1-1. ولا يعد وجود فريقين من البلد ذاته نهائي مسابقة قارية أمرًا جديدًا، إذ حصل ست مرات في دوري الأبطال وثلاث مرات في «يوروبا ليغ»، لكن في حال تأهل تشلسي وأرسنال إلى النهائي، ستكون المرة الأولى التي يكون فيها كل أطراف نهائي المسابقتين القاريتين من بلد واحد. وفي ست مناسبات ضمت المباراتان النهائيتان للمسابقتين القاريتين ثلاثة فرق من بلد واحد، الأولى تعود إلى عام 1980 حين تواجه فرانكفورت مع مواطنه بوروسيا مونشنغلادباخ في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، فيما لعب هامبورغ وخسر ضد نوتنغهام فورست الإنجليزي في نهائي كأس الأندية البطلة. أما الأخيرة فكانت عام 2016، بسيناريو مكرر لعام 2014، حين توج ريال مدريد بلقب دوري الأبطال على حساب جاره أتلتيكو، فيما أحرز إشبيلية لقب «يوروبا ليغ».