ما أجمل حفلات تخرج الطلاب والطالبات سواء في التعليم العام أو الجامعات. مناسبة مهمة جداً في حياة الطالب ومرحلة انتقالية إلى حياة عملية هي امتداد للمرحلة الدراسية وإن كانت مختلفة في متطلباتها ومسؤولياتها ونتائجها. حضرت بعض حفلات خريجي الجامعات، وجدتها جميلة في الإعداد والتنفيذ والمحتوى، الإضافة التي يمكن أن تزيدها جمالاً إعطاء دور أكبر للطلاب في تنفيذ الحفل وتقديمه وتسليط الضوء عليهم بصورة أكثر. الحفل حفلهم والفرحة فرحتهم والآباء والأمهات يحضرون ليشاهدوا أبناءهم وبناتهم يشاركون وتعلن إنجازاتهم وليس أسماؤهم فقط. أما حفلات التخرج في المدارس فهي أيضاً مناسبة جميلة مهمة للطلاب والطالبات والآباء والأمهات، هذه الحفلات داهمتها بعض السلبيات التي أشار إليها تقرير (الرياض) بعنوان: (حفلات التخرج.. إرهاق الأسر وإضاعة الوقت) من إعداد الزميلة عبير البراهيم. تضمن التقرير ملاحظات ناقدة شارك فيها أناس قريبون من بيئة التعليم. مشرفة تربوية، ربة منزل، مديرة تعليم أهلي، موظفة في شركة تسويق. اتجه النقد إلى تكلفة الحفلات التي يدفعها أولياء الأمور، وتحول الحفلات إلى مناسبة للتفاخر والاهتمام بالمظاهر. يضاف إلى ذلك أنها تأخذ من الوقت المخصص للتعليم لدرجة أن الإعداد لها قد يستغرق أكثر من شهرين حسب ملاحظة المشرفة التربوية معالي يوسف بوجعدة، وهي ترى أن هذه الحفلات ظاهرة إيجابية وأن القيمة المعنوية لها جيدة ومؤثرة ولكن المشكلة هي في المبالغة في الإعداد لها وإرهاق الأسر بمبالغ مالية كبيرة. التقرير ينقل لنا معاناة أم مع تكلفة تخرج بناتها الثلاث وهي تكلفة عالية جداً. هذه رسوم إضافية تفرضها المدارس الأهلية لتغطية حفلات التخرج. التقرير ينقل لنا رأي مديرة تعليم سابقة هي السيدة سعاد المهيزعي التي تطالب أن تقام هذه الحفلات في المدارس نفسها، كما تطالب أن تتحمل المدارس الأهلية تكلفة حفلات التخرج من خلال رسوم الدراسة. تلك ملاحظات على حفلات التخرج، وهي لا تعترض على الفكرة ولكن على أسلوب التنفيذ والتكلفة والوقت المستغرق للإعداد على حساب الدراسة. أحد الحلول المقترحة هو أن تكون تكلفة الحفل ضمن رسوم الدراسة. هذا حل يحتاج إلى مراقبة حتى لا يستغل في زيادة الرسوم بشكل مبالغ فيه، وهي رسوم ترتفع بشكل سنوي دون ضوابط مما يجعل المدارس الأهلية قادرة على تحمل تكلفة حفل التخرج دون مشاركة الأسر. الأمر الآخر هو أن ينصب الاهتمام على جوهر الحفل وليس على البهرجة والمظاهر والمبالغة في الكماليات المكلفة. ختاماً، سيكون من جماليات حفل التخرج أن يتولى الطلاب والطالبات مسؤولية إعداده وتنفيذه بكل تفاصيله الإدارية والفنية والمالية بما في ذلك برنامج الحفل، وأن يترك لهم مساحة للمرونة والإبداع والخروج عن الإطار التقليدي مع الالتزام بالأسس والأهداف العامة، ووجود إشراف عام لهذا الغرض. وبهذا يكون حفل التخرج مناسبة فرح، وفرصة لاكتساب مهارات التخطيط والتنفيذ والعمل الجماعي.