قالت حركة طالبان أمس الجمعة إنه ينبغي أن يكف المبعوث الأميركي الخاص للسلام في أفغانستان عن دعوة مقاتلي الحركة لإلقاء أسلحتهم وأن يقنع الولاياتالمتحدة بدلا من ذلك بوقف استخدام القوة. ودخل زلماي خليل زاد، وهو دبلوماسي أميركي مولود في أفغانستان، سادس جولة من المحادثات مع الحركة المتشددة هذا الأسبوع في مسعى لإنهاء أطول حروب واشنطن. وقال في تغريدة على تويتر «في جلستنا الافتتاحية، شددت على طالبان بأن إخوانهم وأخواتهم من الشعب الأفغاني يريدون للحرب أن تنتهي». وأضاف «حان وقت إلقاء السلاح ووقف العنف وتبني السلام». وجاء رد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد حادا في سلسلة من التغريدات. قال إن على خليل زاد «أن ينسى فكرة أن نلقي الأسلحة». وأضاف «بدلا من هذه الأوهام، عليه أن يقنع (واشنطن) بوقف استخدام القوة والتسبب في مزيد من الخسائر البشرية والمالية لإدارة كابول المتداعية». وذكر أن على الولاياتالمتحدة أن تكف عن تكرار الاستراتيجيات الفاشلة توقعا لنتائج مختلفة وأن من الأفضل أن يتحلى خليل زاد «بالشجاعة ويسمي الأشياء بمسمياتها ويقبل بالأمر الواقع». إلى ذلك اختتم الجمعة في كابول اجتماع تاريخي للمجلس الكبير (اللويا جيرغا) بالمطالبة بوقف «فوري ودائم» لإطلاق النار في أفغانستان التي أكد رئيسها أشرف غني استعداده تنفيذ المطالب لكن بشروط. وجمع المجلس الكبير نحو 3200 زعيم ديني وقبلي وسياسيين ونواب، حاولوا تحقيق اختراق في النزاع الأفغاني المستمر منذ 18 عاماً. وقال المندوبون في بيان في ختام المؤتمر إن «على حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية وحركة طالبان إعلان وتنفيذ وقف فوري ودائم لإطلاق النار اعتبارا من الأول من رمضان» الذي يبدأ بعد بضعة أيام «استجابة لرغبة ومطالب غالبية الشعب الأفغاني». وتضمّن البيان الختامي قراراً مؤلفاً من 23 نقطة تُحدد معايير اتفاق سلام مع طالبان. ويشير أيضاً إلى «جدول زمني لانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي»، كما حماية الدستور «وحقوق كل الأفغانيين وحقوق المرأة ضمناً»، بالإضافة إلى الحديث عن فتح مكتب سياسي لطالبان في كابول. وأكد الرئيس أشرف غني من جهته أنه «مستعد للتنفيذ العادل والشرعي لمطلب» وقف إطلاق النار، لكن شدد على أن ذلك لا يمكن أن يتم من «طرف واحد» فقط. وقال غني في خطاب «إذا كانت طالبان مستعدة تماماً لوقف إطلاق نار، حينها يمكن لنا الحديث عن التفاصيل التقنية». ولم يصدر ردّ مباشر من طالبان، وحتى الآن، ترفض الحركة المتمردة المسلحة التحدث مع غني الذي يعدّونه عميلاً للأميركيين. لكن، العام الماضي، أعلنت طالبان وقفاً لثلاثة أيام لإطلاق النار في أواخر شهر رمضان بعدما أعلن غني من جانب واحد وقف إطلاق نار لثمانية أيام في وقت سابق من الشهر نفسه. وكان ذلك أول وقف رسمي لإطلاق النار منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2001 للبلاد، وتخللته مشاهد غير مسبوقة من المصالحة والفرح في كابول وفي كافة أنحاء البلاد. وجمع المجلس الكبير هذا الأسبوع بشكل ملحوظ أشخاصاً من مختلف شرائح المجتمع الأفغاني. وكانت المشاعر متقدّة في اللقاء، حيث تشارك الحاضرون الدموع من جهة، وتبادل الاتهامات من جهة ثانية، ووقع على الأقلّ عراك واحد بالأيدي عندما أعاد المشاركون تذكّر أهوال الماضي القريب للبلاد.