حين يكون في المنزل امرأة ذكية باسمة، مُحبة محبوبة، فإن المرح يصدح مع النافذة، والفرح يُغرّد في المنزل كالبلبل الجميل، وأجواء السعادة والهناء تملأ البيت كالهواء! ليس هذا مجرد كلام إنشائي! إنه حقيقة! فالسعادة امرأة!.. ولكن أي امرأة! المرأة المحبة المحبوبة.. حين تحب المرأة زوجها تحب أن تراه سعيداً.. وهي قادرة على منحة السعادة والبهجة والسرور!.. المرأة حين تُحب زوجها من القلب، تنقلب إلى (كائن خرافي)، تُضحي بكل شيء في سبيل إسعاد من أحبته كل الحب.. تُعطيه روحها!.. تمنحه رحيق وُدّها وحبها وتشعره بقيمته بكل جوارحها.. وجهها يزدان بالسعادة والابتسام حين تراه.. حين تجلس معه.. حين يحدثها وتحدثه.. حين يريد شيئاً منها تُلبّي.. لأنها تريد فقط أن يكون سعيداً!.. لأنها تُحبه من الأعماق.. يُصبح هو رحيق وجودها ومركز اهتمامها وسرّ انشراحها واغتباطها بالحياة!.. المرأة إذا أحبت ضحّت وأخلصت وأعطت بلا حدود.. الحب أعظم مطالبتها.. الحب هو الصاروخ الذي يطلق مشاعر بهجتها لتملأ ما حولها بالبهجة والانشراح.. ويزيح الستائر عن خفايا ما فيها من أنوثة وجمال وإقبال.. كل هذا عظيم!.. لكنّ هناك مشكلتين: -حين تزيد غيرتها على زوجها المحبوب وتتجاوز الحدود وكأنها تقول مع الشاعرة: أغارُ عليكَ من عيني ومني ومنكَ، ومن زمانكَ والمكانِ ولو أني خَبَأتُكَ في عُيوني إلى يوم القيامة ما كفاني فتريد أن تملكه كله! وأن تأكله! وأن تحاصره بشكّها الأسود وغيرتها المجنونة من شدة الحب، فلا يطيق رجلها هذا السجن والحصار ويطلب الفكاك ويقذفها بالطلاق! فتتحول البهجة والمرح والانشراح إلى آلام مبرّحة واضطراب وأتراح وتردد ياعين هلِّي صافي الدمع هلِّيه..! -وإن المرأة إذا شغفها زوجها حُبّا تكاد تفقد العقل، فتعطيه كل ماتملك! وتسلمه راتبها كاملاً إذا كانت موظفة! وتشتري البيت باسمه! فإذا لم يكن رجلها أصيلاً ذا شهامة فإنه يستغلها أبشع استغلال بوسائل تفوق (كيد النساء) فيتظاهر بحبها ويحرص عليها حتى يستنزف كل مالديها ثم يطلقها ويتزوج غيرها! أو يتزوج عليها بفوائض أموالها! هنا تصاب الزوجة العاشقة بصدمة قاتلة! وصراع مرير يجمع متناقضات الكره والحقد الممزوج بالحب.. الحب الجريح كحمامة بيضاء مضرجة بالدماء تعشق الحياة وهي تصارع الموت!