نجحت شركة أرامكو السعودية في تفعيل إحدى أهم خططها الاستراتيجية المتمثلة ببدء تجارتها الدولية للغاز الطبيعي المسال من خلال شركة أرامكو للتجارة التابعة لها عبر مكتبها الجديد في سنغافورة الذي يتولى أعمال المتاجرة بالغاز المسال بالشراء من المنتجين والبيع مقابل الحصول على نسبة من ربحية المشروع ليمنح أرامكو الفرصة لمعرفة خفايا الأسواق وسبل التعامل مع المستهلكين حتى قبل الشروع بالإنتاج، في الوقت الذي يشهد فيه الطلب على الغاز الطبيعي ازديادا في مختلف دول العالم مما حدا بشركة أرامكو للتوسع في استثمارات الغاز بإعداد خطة من مرحلتين لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة حيث ساهمت المرحلة الأولى، التي أنجزت في العام 2017، في زيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة إلى 9.6 بلايين قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومن المقرر أن تؤدي المرحلة الثانية إلى زيادة هذه السعة إلى 12.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في 2019. وتعمل أرامكو على عدة مسارات استثمارية للمتاجرة بالغاز من خلال الإنتاج الخارجي أو في تسييل الغاز على الصعيد المحلي في المرحلة الأولى والتي تقوم على استبدال استهلاك السوائل من 600 إلى 700 ألف برميل من منتجات البترول التي تحرق وإحلالها بالغاز، وفي المرحلة التي تليها أو تتزامن معها التصدير لدول الجوار التي تستورد الغاز المسال بكثافة عالية، وفي المرحلة الثالثة بعد تحقيق الاكتفاء المحلي والسوق المحيط تبدأ المملكة بتصدير الغاز المسال من إنتاجها المتصاعد بشكل كبير جدا. في وقت اقتربت أرامكو من إتمام مفاوضات ذات شأن باستثمارات الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة تتضمن قائمة فرص لأربعة مشروعات للغاز الطبيعي المسال والتي تؤمل أرامكو من خلالها إحداث نقلة فارقة في صناعة الغاز الطبيعي المسال في أميركا وتحول رئيس في تدفقات الطاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة، وتضم المشروعات المتفاوض عليها في القائمة معملا للغاز في شركة "تلوريان" ومقرها هيوستن، وفي مشروع "سيمبرا إنيرجي" ومقرها سان دييغو في بورت آرثر بولاية تكساس، إضافة إلى اقتراح عدة مشروعات أخرى للغاز الطبيعي المسال في "براونزفيل" بما في ذلك معمل "نكست ديكيد" الذي أكد مسؤولوه بمناقشة المفاوضات التجارية الجارية حيال تحالف مرتقب مع شركة أرامكو السعودية. وتسعى شركة أرامكو للتجارة لرفع حجم تجارتها وتداولها للنفط الخام ومشتقاته إلى ستة ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020 في وقت تتداول حالياً أربعة ملايين برميل يومياً من المنتجات المكررة والنفط الخام، بما في ذلك كميات من الولاياتالمتحدة، فيما ترى السوق الآسيوي الرئيس والأكبر في النمو وتتم مداولاتها بطريقة نفط الطرف الثالث حيث تخضع إمدادات لنظامها وطرح شحنات في السوق وتخطط لبلوغ تجارتها إلى حوالي مليون برميل يوميا من خام طرف ثالث، وتدير شركة أرامكو للتجارة أنشطة تجارية في جنوب شرق وشمال شرق آسيا من مكتبها في سنغافورة بما في ذلك أصول في اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وتعد الشركة الذراع التجارية لأرامكو السعودية وتتداول الشركة منتجات النفط ومشتقاته يومياً وعلى مدى 24 ساعة في جميع أنحاء العالم من خلال أسطول ضخم يضم أكثر من 40 ناقلة نفط عملاقة تُنفِّذ أكثر من 12 رحلة شهرياً ما يعادل 1440 رحلة بحرية سنويًا عبر شبكة تربط قارات العالم أوروبا والأميركيتين وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وتقوم بنشاطات تسويق النفط الخام والمنتجات المكررة والكيميائيات السائلة والبوليمرات، وتشارك هذه الشركة في أنشطة النقل البحري للمنتجات المكررة وتُعَد أكبر ناقل بحري للمنتجات المكررة في منطقة الشرق الأوسط وتواصل الشركة توسعة رقعة وجودها في الأسواق العالمية بالدخول القوي للعديد من الأسواق الجديدة الاستراتيجية. ويأتي نجاح أرامكو في بداية عهدها في تجارة الغاز الطبيعي المسال الدولي في وقت نجحت الشركة بتحقيق أعلى درجات التكامل والتلاحم بين مجمعاتها العملاقة التابعة للتكرير والبتروكيميائيات في جنوب شرق آسيا من حيث إمدادات النفط الخام الذي تقدمه أرامكو لمشروعاتها في ماليزيا وكوريا الجنوبية وإمدادات الغاز الطبيعي المسال بين مصافيها، حيث نجحت شركة "بتروناس" الماليزية حليفة "أرامكو" ومن خلال شركتها الفرعية "بتروناس للغاز الطبيعي المسال" في إبرام اتفاقية سلسلة توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية "إس أويل" والتي تمتلكها "أرامكو" بنسبة أغلبية 63.4 %، بعد تمكنها من الاستحواذ على حصص إضافية في الآونة الأخيرة بقيمة ملياري دولار وهي ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.