ستُقام الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين تحت عنوان «بناء الحزام والطريق المشترك، فتح المستقبل الواعد». سيتجمع تحت سقف واحد 40 حاكماً و5 آلاف مندوباً من أكثر من 150 دولة، بالإضافة إلى العديد من منتسبي المنظمات الدولية لحضور المؤتمر الكبير. نأمل تلخيص الخبرات من خلال المنتدى وتخطيط المستقبل وتوحيد الرؤية المشتركة مع جميع الأطراف، وذلك لدفع التعاون الدولي للحزام والطريق تجاه التنمية بطريقة فعالة وعالية. إن تعدد الأطراف المشاركة ينبئ ببناء اقتصاد عالمي قوي، ونحن نتمسك بالمناقشة المشتركة لبناء مشترك والاستفادة المشتركة، فالعديد من الآراء والمبادئ الفعالة لاقت إقبالاً واسعاً، ووضعت أساساً متيناً لتشكيل شراكة بشكل أوسع وأقرب، ليشارك أرباح النمو الاقتصاد الصيني مع العالم لجذب فرص أكثر لدفع بناء الحزام والطريق المشترك والتنمية المشتركة لجميع الدول. سيصدر الاجتماع بياناً مشتركاً يحتوي على الرؤية المشتركة من قيادات الدول لبناء الحزام والطريق المشترك، وسيجمع الجانب الصيني النتائج التي حصل عليها جميع الأطراف خلال المنتدى لإصدار تقرير بعنوان «مبادرة البناء المشترك للحزام والطريق: التقدم والمساهمة والآفاق». كما سيوقع رجال الأعمال الحاضرون على سلسلة من الاتفاقيات وبرامج التعاون. «الحزام والطريق» هي مبادرة للتعاون الاقتصادي الدولي طرحها الرئيس شي جين بينغ في العام 2013، ونواتها كان تعزيز التواصل والتبادل المشترك عبر بناء البنية التحتية كالمحور، للبحث عن القوة المتحركة الجديدة لتنمية الاقتصاد العالمي، وتشكيل المنصة الجديدة للتعاون الاقتصادي الدولي، كذلك تعكس «مبادرة الحزام والطريق» الأمنية المنتشرة للدول المشاركة فيها وتواكب تيار العصر، وهي أمنية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وتنطبق على الأمنية المشتركة للدول المشاركة فيها في السعي إلى الانفتاح والتنمية المشتركة، لذا حظيت المبادرة بالتأييد الإيجابي والتلبية الحارة من قبل المجتمع الدولي بما فيه السعودية. قال الرئيس شي جين بينغ: إن مبادرة الحزام والطريق انطلقت من الصين، وفرصها وثمارها تنتمي إلى العالم. خلال 6 سنوات الماضية، تكلل بناء «الحزام والطريق» بنجاح وتوفيق، وأصبح منصة للتعاون الدولي يشارك فيها العالم بشكل واسع ومبادرة عالمية تلقى إقبالاً منتشراً. حصل المبدأ الذهبي المتمثل بالمناقشة المشتركة والبناء المشترك والاستفادة المشتركة على إقبال واسع، يزيد إجمالي مبلغ التجارة بين الصين ودول بناء الحزام والطريق المشتركة على 6 تريليونات دولار، ويزيد مبلغ الاستثمار على 80 مليار دولار، خلقت 82 منطقة تعاونية دولية بنتها الصين ودول الحزام والطريق للدول المعنية ووفرت حوالي 300 ألف وظيفة، الأمر الذي زود جميع الدول بفرص وافرة للتنمية، كما شهدت الدراسة الأخيرة من المنظمات الدولية مثل البنك الدولي أن التعاون في إطار الحزام والطريق سيخفض تكاليف التجارة العالمية بنسبة 1.1 % إلى 2.2 %. الحزام والطريق منصة مفتوحة، وترحب بالمشاركة والاستثمار المشترك من جميع الأطراف، ويستعد الجانب الصيني لتنسيق السياسات مع الدول المعنية بشكل إيجابي، ودفع العولمة الاقتصادية تجاه المزيد من الانفتاح والشمولية والمنافع المشتركة والتوازن والفوز المشترك، ودفع بناء الحزام والطريق بجودة عالية. تتوافق مبادرة الحزام والطريق مع رؤية 2030 السعودية بشكل عام، وتعتبر الصين والمملكة شريكين طبيعيين للتعاون في بناء الحزام والطريق، فقد قام فخامة السيد شي جين بينغ الرئيس الصيني بالزيارة للمملكة العام 2016، وأبرم البلدان اتفاق التعاون في بناء الحزام والطريق، وبرعاية فخامة الرئيس شي جين بينغ وجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تنامت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة بشكل سلس، وتعمق ترابط استراتيجية التنمية باستمرار، الأمر الذي يعود لشعبي البلدين بالمنافع الحقيقية، فنجحت المملكة في إطلاق القمرين الصناعين (سات 5أ/5ب) على متن صاروخ صيني، كما يخدم قطار المشاعر المقدسة الذي بنته وأدارته شركة صينية الحجاج من أنحاء العالم، واستضاف البلدان معرض التراث بالتناوب، ويحقق مشروع الاستكشاف الأثري المشترك الصيني السعودي لميناء السرين إنجازاً مثمراً، وفي فبراير الماضي، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد بزيارة الصين وعقد الدورة الثالثة لاجتماع اللجنة المشتركة الصينية السعودية رفيعة المستوى، وأعلن سموه عن إدراج اللغة الصينية في مدارس المملكة، ويسعدنا أن تشارك المملكة في الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بوفد رفيع المستوى بالعديد من الوزراء، وتصوت بالفعل لصالح البناء المشترك للحزام والطريق. يشرفني أن أباشر عملي سفيراً للصين في المملكة، وإنني على ثقة تامة بمستقبل العلاقات الصينية السعودية. وسأبذل كل جهدي للمساهمة في تعزيز هذه العلاقات المهمة وترابط مبادرة الحزام والطريق مع رؤية 2030. * السفير الصيني