حينما يُبدي الموظف وجهة نظره ويستمع المسؤول له، بل وينفذ هذا المسؤول ما يريده موظفوه، فلا غرابة أن يتحقق الرضا الوظيفي، الذي يجعل أي منظومة متماسكة ومترابطة، ويسودها المودة والاحترام فيما بينهم، مما يؤثر إيجاباً على إنتاجية الموظفين وتحقيق أهداف المنظومة، والسير بها إلى بر الأمان. ولعل ما حصل من توجيه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بإلغاء قرار عودة الإداريين المبكرة، هو ما يجسد فعلاً السعي لتحقيق الرضا الوظيفي، وهو ما أكده الوزير بنفسه في تغريدته (المفرحة) التي تفاعل معها آلاف المغردين، وصعدت في الترند العالمي بموقع التواصل (تويتر). ولا غرابة في ذلك، فهو قرار مُنتظر، طالب به الكثير من المهتمين ومن في الميدان، بإعادة النظر في تاريخ عودة الإداريين بالمدارس، لعدم وجود جدوى من ذلك، لارتباط أعمالهم بوجود الطلاب. وقد حملت بشرى تغريدة الوزير أبعاداً حاسمةً تحسب له، وتجعله قريباً من أهم موظفيه وأكثرهم عدداً وتأثيراً، وهم المعلمون والمعلمات، حيث أكدت التغريدة على جدولة التقويم الدراسي لهم بما ينسجم مع مهام عملهم، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتواجد الطلاب والطالبات، وبذلك يقطع الطريق على الساخرين من إجازاتهم التي كفلها لهم النظام. إننا بهذا القرار، أدركنا وجود مسؤول في أعلى الهرم التعليمي، يستمع ويتفاعل، ويلبي المطالبات، بما يحقق المصلحة العامة، وهو ما حمل الكثير من الإشادة بهذا التوجيه الموفق من الوزير آل الشيخ. ولم تكن هذه المرة الأولى في تلمس حاجات المعلمين وطموحاتهم من الوزير منذ توليه، فقد سبقها عدة قرارات محفزة لهم، فمن توجيه بشمول قرارات تعليق الدراسة للمعلمين، إلى قرار إعادة صرف ما تبقى من العلاوة السنوية، وكذلك استمرار حوافز معلمي الصفوف الأولية، والآن قرار إلغاء عودة الإداريين، فضلاً عن الدعم المعنوي الذي يبادر به دوماً، ويكفي في ذلك وصفه للمعلم أنه (جندي الميدان). وكما كنا ننتقد بعض الإشكاليات العالقة في نظامنا التعليمي، ونطالب بتطبيق الحلول المقترحة لتصحيح بعض هذه القرارات، فإننا في المقابل يجب أيضاً أن نشيد بالقرارات الإيجابية والداعمة للمعلمين ونقول لصاحبها (أحسنت)، ونشكره على تجاوبه مع الميدان ومنتسبيه. وفيما يبدو أننا في حقبة تعليمية ناضجة، حددت الأهداف، ورسمت الخطط، ووضعت المهام، وركزت على النتائج، واشترك في تنفيذها أعلى مسؤول وأقل موظف مرتبة، بل وحتى المستفيد، وهم الطلاب والطالبات، وبعد ذلك كله أصبحت الرؤية واضحة ومعلومة للجميع، والتي أعلنها الوزير بنفسه، في أول لقاء بالقيادات التعليمية، ألا وهي (التركيز على التحصيل الدراسي وما بداخل الصف). فشكراً لوزير التعليم، أقولها نيابة عن كل معلم وإداري، وأؤكد له أن الجميع يضعون أيديهم بيدك في السير قدماً لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة وطموحات وزارتنا الموقرة.. والله يبارك في الجهود.