بدأت مشكلة التآكل التي تعاني منها الكثير من المنشآت الصناعية المختلفة في العالم تشكل هاجساً وقلقاً في ظل عدم التوصل للحلول الكفيلة بوقف الهدر المالي الكبير والتكاليف المرتفعة التي تتكبدها الشركات حول العالم والتي قدرت بأكثر من تريليوني دولار سنوياً نتيجة التآكل وضعف إدراك المسؤولين بخطورته مما يشكل تهديداً للمحافظة على سلامة الأصول الصناعية وتحقيق التشغيل الآمن، في وقت أن ضرر التآكل لا يقتصر بالتأثير فقط في الناحية الاقتصادية بل يؤدي إلى مخاطر كبيرة في السلامة وصحة العاملين في المنشأة وكذلك ضرر في البيئة المحيطة وهناك حوادث وقعت حول العالم نتيجة التآكل. وقال نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في شركة "سابك" م. أحمد الشيخ: إن هناك تحديات كبيرة تواجهها المنشآت الصناعية بسبب التآكل وما يشكله من تهديد لسلامة المصانع حال تسرب المواد الهيدروكربونية وتأثيره على السلامة بالدرجة الأولى، مطالباً بحراك تكنولوجي ضخم للتصدي لهذه المشكلة التي أرهقت كاهل الصناعات والمنشآت الحيوية الاستراتيجية من حيث التكلفة العالية في عملية إصلاحها. وأضاف أن "سابك" أولت هذا الجانب جل الرعاية والاهتمام في كافة مصانعها والتي تنعم بأعلى درجات الحماية من التآكل، في وقت تقدم الشركة الدعم الكبير لكل الجهود التي تقود لوقف الهدر المالي ومنها رعايتها لمؤتمر الجبيل للتآكل 2019، الذي يعد الأول من نوعه في مدينة الجبيل الصناعية من حيث الخبراء والمهندسين في مجال حماية التآكل في المنشآت الصناعية، إضافة لوجود ممثلي الشركات والعاملين فيها، مما يعزز تبادل الخبرات في هذا المجال، مشيراً إلى أهمية المؤتمر فيما يخص سلامة المصانع، والحفاظ على استمرارية تشغيلها. وأشار إلى أن إقامة المؤتمر بالجبيل الصناعية يعود إلى أهمية تمكين العاملين في قطاع التصنيع في المشاركة والحضور لإثراء معلوماتهم وخبراتهم، حيث يناقش المؤتمر أفضل الممارسات والطرق الجديدة والمتطورة في حماية المصانع من التآكل ومعرفة التقنيات الجديدة التي تساعدنا لنكون أكثر فاعلية في اكتشاف التآكل. من جانبه ذكر مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل م. أحمد نور الدين أن الهيئة تقوم بحلول متكاملة في تنمية المواصفات القياسية وفق أبحاث علمية دقيقة بنيت على بيئة محلية وأخذت على ذلك شراكات مع عدة جامعات عالمية، منها جامعة الملك فهد لبترول والمعادن، لتقوم ببناء مركز الأبحاث الخاص بالحماية من التآكل وهو مركز أبحاث تطبيقية توجد به عينات للعديد من مواد البناء وأساليب البناء في ظروف مختلفة، لقياس أداء هذه المواد وديمومتها، وقوة مقاومتها للتآكل وتعرضها للظروف البيئية والمناخية. وأضاف أن هناك مواصفات خاصة للهيئة الملكية تقوم بتطويرها بشكل مستمر وتم تطبيقها في مشروعات الهيئة الملكية، سواء إصلاح البنية التحتية أو بناء البنية التحتية الجديدة، وأثبتت كفاءتها، مشيراً إلى أن البنى التحتية من التسعينات وحتى الآن يتم فيها مراعاة كل المؤشرات الخاصة بأداء هذه البنية، لتسجل نسب قليلة للتآكل، وفي كثير منها نسب التآكل معدومة نتيجة تحديث المواصفات الملائمة للمناخ، وتطبيقها وأخذ التغذية الراجعة من أدائها في الميدان وتحديثها بشكل مستمر. وبين أن هذه المواصفات تم تطبيقها في كثير من دول الخليج، وأخذت كمرجعية للهيئة الملكية، وجاري تحديثها دورياً، كما تشكل عامل رئيسي لنجاح وتقليل التكاليف لإعادة وتأهيل البنى التحتية وزيادة عمرها في المدن الصناعية، وفاعلية أدائها وتقليل مخاطرها. من جهته قال رئيس هيئة مهندسي التآكل في غرب آسيا وأفريقيا د. قاسم فلاته: إن الجبيل كونها إحدى المناطق الصناعية الرئيسة التي تكون عرضة لمشكلات التآكل، كان حرياً أن تستضيف مثل هذه المؤتمرات لتبادل المعارف والخبرات بين العاملين في مجال مكافحة التآكل، مشيرا إلى أبرز موضوعات المؤتمر والتي تشمل الاعتمادية في المنشآت الصناعية، ومشكلات التآكل في منظومة المياه الصناعية، واستخدام المواد اللامعدنية في معالج الصدأ، إضافة لمشكلات الصدأ بالتشغيل في البيئة مرتفعة الحرارة، فيما يعرض المعرض المصاحب أفضل الممارسات والتقنيات التي تم التوصل إليها في مجال التآكل. وشهدت جلسات مؤتمر الجبيل للتآكل مناقشة عدة محاور شملت أحدث التقنيات المتخصصة في إدارة الأصول الصناعية وحمايتها، وإدارة الأصول الصناعية وأنظمة الحماية من التآكل، بالإضافة إلى التطرق للمواد غير المعدنية وتطبيقاتها في الصناعة للحد من مشكلات التأكل، وإدارة التآكل في أنظمة المياه الصناعية، والطلاء الصناعي، وذلك بمشاركة خبراء ومختصين لعرض أبرز الطرق والأساليب في إدارة الأصول وحمايتها من التآكل. م. الشيخ متحدثاً في المؤتمر