هذا المثل «الحي يحييك والميت يزيدك غبن»، يقوله الناس لبعضهم بعضاً أثناء العمل، وأثناء استقبال ما يستوجب التعاون على أمر وإتمامه، ويقوله الوالد لولده لتحفيزه. وقد شبه الناس من يتصف بالحيوية والنشاط والفطنة بالحي، وأما بطيء الاستجابة خامل الحركة ضعيف المبادرة فشبهوه بالميت، فكان ذلك التشبيه أقرب إلى التصور، وصاغوا من ذلك مثلاً يستخدمونه للدعم المعنوي، فقالوا: «الحي يحييك»، ويستكملون المثل بقولهم: «والميت يزيدك غبن»؛ ومعناه أن الشخص المرافق لك، إن كان من النوع النشط المتفائل العزوم، فإن إيجابيته تنعكس عليك، ويبث فيك روح العزيمة والجد ومواصلة النشاط، وتشعر بالحياة الفعلية، وأما المتخاذل السلبي الذي يرى في نفسه عجزاً عن مواجهة الأمور التي تعترضه، فإنه مؤثر فيك سلباً كما هو الموت الذي يسلب القدرة، والميت لا يمكن أن يعين من رافقه لو طلب منه العون، بل يزيده غبناً وحسرة، ويضيف إليه عبئاً. وهذا من الأمثال الداعمة للروح المعنوية التي يبثها المجتمع في مفاصل التربية؛ لكي يبتعد الشباب عن الكسل، ويتفاءلون ويتصفون بالإقدام، ويكون منهم قوة وعون لبلادهم ومجتمعهم وكل جوانب حياتهم، فيسعد بهم من يرافقهم، لا أن يكونوا أمواتاً يزيدون غبنه وهمه. يقول الشاعر ألهاب بدر السقياني: الميت اللي يزيدك غبن لا ترتجيه والحي يحييك لو إنه من اقصى العرب الخبل لو هو ولد عمك وعمك أبيه ما ينفعك في نهار الضيق وقت الكرب خلك مع اللي إليا حدك زمانك تجيه اللي ليا جيت يمه با النشب ما هرب