لا يمكننا الحديث عن ريادة الأعمال دون ذكر الابتكار والتأكيد على أهميته للمشروعات الصغيرة. يبدأ المشروع صغيراً، ولكنه سيصل إلى مرحلة سيكون على صاحب المشروع أما أن يبتكر ويطور المشروع ليواصل النمو ويزدهر أو يذبل ويموت. ومن هنا يأتي دور الابتكار في دعمه ودفع نموه إلى الأفضل وهذا ما يسمى الريادة في الأعمال والتوجه من عمل تقليدي وفكرة تقليدية إلى عمل أكثر احترافي، فالزمن الذي نعيشه فيه، يضاعف من أهمية الابتكار السريع والتجاوب مع تغيرات السوق واحتياجات العملاء. فكر في أي خدمة أو منتج موجود اليوم، وكيف غير الإنترنت والاتصالات من طريقة حصولنا عليه أو استخدامنا له. دخولنا إلى عالم المشروعات الصغيرة ثم ريادة الأعمال، تحتاج إلى خطوة جريئة ومصيرية في حياة من يرغب ذلك. ولأن القرار مصيري، لا ينبغي أن يؤخذ بتساهل، دون روية وتفكير جاد في مدى صحة القرار. خصوصاً وأنه قد يترتب عليه تغير شكل المستقبل، لنأخذ الموضوع من جهتين الأولى، الدوافع التي تجعلك تترك المسار التقليدي من العمل إلى دخول عالم المال والأعمال. أما الجهة الأخرى فهي البحث في الحوافز التي تساعد معظم رواد الأعمال على متابعة السير رغم الصعوبات. ومن الجانب المشرق والتحفيزي لنأخذ بعض الإحصائيات من الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث يبلغ عدد المشروعات الصغيرة حوالي 30 مليون مشروع. توظف هذه المشروعات أكثر من نصف العمالة في القطاع الخاص. وتصدر أكثر من 97 % من إجمالي الصادرات. المقصد من طرح هذه البيانات التأكيد على أن معرفة الصانع لأسرار الصنعة لا تعني نجاح المشروع. بحد ذاته فهناك عناصر كثيرة: كالتسويق، تخفيض التكاليف، زيادة الإنتاجية، وتحسين الأداء المالي. جميعها في الغالب لن تكون ضمن المهارات التي يتقنها صاحب المشروع المبتدئ. هذا التوجه سيستكشف معك هذه المهارات وسيساعدك على إتقان ما يعينك على البدء بمشروعك وإنجاحه. وانطلاقاً لرؤية 2030 الداعمة للابتكار والإبداع أصبح دعم المشروعات الصغيرة ممكن وبطريقة مبتكرة. تختلف المشروعات الصغيرة من حيث قابليتها للنمو، فهناك مشروعات صغيرة ذات أفكار مميزة وقابلة للتوسع بشكل سريع، ولكنها تفتقد لبعض العناصر المساعدة على النمو، كالتمويل، الإدارة، أو الخبرة. ومتى ما توفر لها ذلك فإن مدخولاتها تتضاعف بشكل متسارع، مما يجعلها بيئة جاذبة للمستثمرين ومكان مناسب لإيجاد كوادر مبدعة ومستحدثة لكل ما هو جديد في ريادة الأعمال.