أكد سفير جمهورية موريشيوس في الرياض محمد إقبال لاتونا، أن العلاقات التي تربط بلاده بالمملكة، تاريخية راسخة وممتدة لسنوات طويلة، ضمن دائرة الصداقة والمصالح المشتركة، مؤكداً في حواره مع "الرياض" حرص بلاده على تعزيز أوجه التعاون المشترك مع المملكة، لافتاً إلى أن هناك زيارات رسمية قام بها عدد من المسؤولين في البلدين، أسهمت في تعزيز العلاقات ودفعها نحو آفاق أرحب. وتطرق السفير لاتونا إلى المساعي الرامية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والارتقاء بحجم التبادلات التجارية بينهما مشيرين إلى أن هناك عدداً من الاتفاقيات وقعت بين المملكة وجمهورية موريشيوس في مجالات الشراكة الاقتصادية، مبيناً أن موريشيوس استفادت من القروض الميسرة المقدمة من المملكة، لافتاً إلى أن هناك استثمارات سعودية في موريشيوس في قطاع الفنادق والقطاع المصرفي. * في البداية كيف ترى مستوى العلاقات بين المملكة وموريشيوس؟ * قامت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية موريشيوس في أغسطس من العام 1978م، وتتميز العلاقات بين بلدينا بقوتها ومتانتها على مر السنين، مع افتتاح سفارة جمهورية موريشيوس في يناير 2017م، وإنشاء القنصلية العامة للمملكة في موريشيوس في يونيو 2018م، تعززت العلاقات بين البلدين بشكل أكبر، وسوف تقوم جمهورية موريشيوس بافتتاح قنصلية عامة لها في جدة قريباً. ووقَّعت المملكة وجمهورية موريشيوس في سبتمبر 2015م اتفاقية تعاون عامة بهدف تعزيز التعاون في مجالات الشراكة الاقتصادية، والتجارة، والاستثمار، والتعليم، والعلوم، والتكنولوجيا، وتقنية المعلومات، والثقافة، والسياحة، والشباب والرياضة. يحرص كلا البلدين على تعزيز المزيد من التقارب بين الشعبين وتعزيز السياحة، منذ سبتمبر 2017م، بدأت الخطوط الجوية السعودية في تشغيل رحلات طيران مباشرة إلى موريشيوس ثلاث مرات في الأسبوع، فازداد عدد السياح السعوديين المسافرين إلى موريشيوس خمسة أضعاف؛ من 3.164 سائحاً في العام 2016م إلى 16.507 سائحين في العام 2018م. كما كان هناك زيادة كبيرة في عدد مواطني موريشيوس القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة. خلال العامين الماضيين، تمت عدة زيارات رفيعة المستوى، أود أن أسلط الضوء على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السابق، عادل الجبير، ووزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الحج والعمرة، د. محمد بنتن، ووزير الدولة للشؤون الأفريقية، أحمد قطان. وفي الحقيقة أن موريشيوس استفادت من القروض المُيسرة المقدمة من المملكة لبناء مستشفى للسرطان، ومعالجة مشكلة الفيضانات، وإصلاح نظام الصرف الصحي في موريشيوس بهدف تخفيف المعاناة الشديدة لآلاف الأشخاص من ذوي الدخل المنخفض الذين يتأثرون دائماً بما تتسبب فيه الفيضانات من دمار. * ماذا عن حجم التبادل التجاري بين المملكة وموريشيوس؟ * تقوم المملكة بشكل رئيس بتصدير زيت الغاز والوقود النفاث والبولي إيثين بأشكاله الأولية والعسل والأحذية والمنتجات النسيجية إلى موريشيوس بإجمالي قدره 57 مليون دولار في العام 2018م، وفي نفس العام، صدَّرت موريشيوس إلى المملكة دقيقًا، وعلفاً لتغذية الحيوانات، وسكراً، وملابس تصل قيمتها إلى 1.6 مليون دولار. * هل هناك استثمارات متبادلة بين البلدين؟ وكم يبلغ حجمها؟ * استثمر السعوديون في فندقين وبعض الشقق الفاخرة على الشاطئ في موريشيوس، كما يستخدم بعض رجال الأعمال الآخرين القطاع المصرفي الخارجي في موريشيوس لتنفيذ معاملاتهم المالية واستثماراتهم من خلال مركز موريشيوس المالي الدولي. * كيف استطاعت موريشيوس تحقيق النجاح ومواجهة التحديات كونها جزيرة صغيرة وبلا موارد؟ * اكتسبت موريشيوس الخبرة في مجال التنوع الاقتصادي الخاص بها منذ استقلالها قبل 50 عامًا، ونجحت موريشيوس في تنويع اقتصادها من الاقتصاد الأحادي، وصناعة السكر منذ العام 1968م حيث بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 200 دولار، وبدأت عملية التصنيع في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مع إنشاء مناطق معالجة الصادرات وانطلاقة صناعة النسيج، أيضاً، كان هناك نمواً سريعاً في صناعة الضيافة في الثمانينات والتسعينات، والخدمات المالية في التسعينات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات المهنية في الآونة الأخيرة. اليوم لا تمثل صناعة السكر سوى 2 % من إجمالي الناتج المحلي. ولدفع عجلة النمو الشامل في جميع القطاعات الاقتصادية، فتحت البلاد الباب على مصراعيه أمام تملك الأجانب الحر للعقارات، لقد حثت الحماسة للابتكار في موريشيوس على اتباع نهج متكامل للتخطيط الحضري، وتطوير الجزيرة إلى مركز أعمال مزدهر. إن القطاع العقاري جذاب بشكل خاص بسبب عدم وجود أي ضريبة على الأرباح أو العقارات أو ضريبة مواريث، مع مزيج مدهش من الحوافز المالية وغير المالية، وآلية قانونية مع استقرار سياسي سليم، وبنية تحتية حديثة، ومجموعة ضخمة من المتخصصين متعددة اللغات، جذبت موريشيوس أشخاصاً من مختلف أنحاء العالم. * ما صادرات وواردات موريشيوس؟ * الصادرات الرئيسة لموريشيوس هي السكر والملابس والفواكه والمجوهرات بما في ذلك قطع الألماس والمأكولات البحرية ومنتجات الأسماك والساعات وساعات الحائط والمصنوعات اليدوية، وبالنسبة للواردات، فإن موريشيوس بلد مستوردة للأغذية وتعتمد على الواردات لجميع احتياجاتها الأساسية. * كم يبلغ نصيب الفرد في موريشيوس من الناتج الإجمالي المحلي خلال العام الماضي؟ * بلغ نصيب الفرد في موريشيوس 11.077 دولاراً في العام 2018م. * موريشيوس احتلت المركز الخامس عشر عالمياً في مؤشر حرية الاقتصاد، ما أبرز الإصلاحات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة حالياً للوصول للمراكز العشر الأولى عالمياً؟ * خلال العقود الخمسة الماضية، مرَّ اقتصاد موريشيوس بمراحل مختلفة من التحول الاقتصادي، حيث انتقل من الاقتصاد القائم على السكر إلى نموذج اقتصادي متنوع وديناميكي، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومسارها الاقتصادي المثير للإعجاب، فقد نجحت موريشيوس في التحول إلى مركز اقتصادي إقليمي، وتُعد موريشيوس اليوم وجهة مميزة للمستثمرين الباحثين عن مناخ استثماري آمن، وبيئة أعمال مواتية، مع تمتعها باستقرار سياسي، وأنظمة شفافة، ونظام بيئي مالي فعال يوفر مجموعة كبيرة من الخدمات. * ما توقعاتكم في أن تكون موريشيوس من الدول النمور الأفريقية العشر الأولى اقتصادياً؟ * تهدف استراتيجية موريشيوس - أفريقياً - إلى بناء سمات تجعل منها منصة تجارة واستثمار أفريقياً بلا منازع، ولتحقيق هذه الغاية، وقَّعت موريشيوس بالفعل 23 اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار، و22 اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي في جميع أنحاء أفريقيا في العام 2016 م، تدفقت الأسهم الخاصة عبر مركز موريشيوس المالي الدولي إلى أفريقيا حيث وصلت حوالي 29 مليار دولار أميركي، وهذا يؤكد من جديد مكانة موريشيوس باعتبارها المنصة المالية الرئيسة لأفريقيا، حيث بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا 58 مليار دولار أقل من 3 % من تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في العام 2016.