طالب استشاريون في المؤتمر الثالث لمستجدات أمراض الغدد الصماء والسكر، المنعقد في الخبر بتقليل استقبال حالات الإصابة بالسكر وتحويل مراجعاتهم إلى طبيب عام بمراكز الرعاية الأولية واختصاصي التثقيف الصحي إلا الحالات المستعصية التي تحتاج مراجعة لدى الاستشاريين والاختصاصيين، مشيرين إلى أن أغلب الدول المتقدمة تقوم بذلك حفاظا على تركيز وعمل الاختصاصيين والاستشاريين في علاج الحالات الطارئة والحرجة حيث إن مرض السكري كما أشاروا في مؤتمر صحفي بالإمكان تقليل مضاعفاته عبر الالتزام بالبرنامج العلاجي وممارسة الرياضة وتحسين السلوك الغذائي للأفراد والأسرة ونشر الوعي بينهم. وأكد د. الفن باورز، رئيس الجمعية الأميركية للغدد الصماء السابق، ومدير أحد المراكز المتخصصة بالولايات المتحدة الأميركية لعلاج السكر، وربيرتو سلفاتوري، من جامعة جون هوبكنز بأميركا، وروبن بيترز اراسمس، من هولندا، أن متابعة حالات السكر يقوم بها طبيب عام وإنه يجب تفريغ الاستشاريين والاختصاصيين لعلاج الحالات الحرجة حفاظا على وقتهم والتركيز على الحالات الخطرة والحرجة للمرضى وتفعيل دور مراكز الرعاية الأولية ودعم تخصص التثقيف الصحي بالجامعات، وكشف د. كامل سلامة أمين عام الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، أن هناك نحو 5 آلاف قدم يتم بترها سنويّا بسبب مضاعفات مرض السكري، حسب إحصائيات الاتحاد الدولي للسكر، على حد قوله، وأشار إلى وجود تحسن في الأرقام نظرًا إلى ارتفاع الوعي، مع انخفاض حالات بتر الأقدام بنسبة 30 % سنويّا، ولفت أن 35 % من ميزانية وزارة الصحة تذهب لعلاج السكر ومضاعفاته، مطالبا برفع الوعي لدى أفراد المجتمع، مبينا أن الجمعية أقامت برنامجا مع وزارة التعليم وهو «برنامج الفحص الشامل» وتم تطبيقه على 53 مدرسة بالخبر كمرحلة أولى بها 24 ألف طالب وطالبة و10 مدارس بالهيئة الملكية بالجبيل، مشددا بدعم الجهات ذات العلاقة للاستمرار في تكملة هذا المشروع، فيما تم طرح مشروع آخر وهو «المشروع الوطني للمدارس المعززة للصحة» وهو الآن لدى مكتب الرؤية بمدينة الرياض للبدء في تطبيقه على مستوى مدارس المملكة، ومن جانبها أوضحت د. ابتسام باعيسى، رئيسة قسم الغدد الصماء ومديرة مركز السكري بمجمع الدمام الطبي، أن هناك 25 مركزا للسكري بمناطق المملكة، مطالبة بدعم مراكز الرعاية الأولية وإعادة الثقة في الممارسين الصحين بها على أن يكون متابعة مرضى السكر في مراكز الرعاية الأولية وأن لا يثقل كاهل الاختصاصيين والاستشاريين بمتابعة مرضى السكر الذين يحتاجون فقط مراجعة لاسيما وأن ربع سكان المملكة مصابين بهذا الداء من النوع الأول والثاني، في الوقت الذي باتت بعض المواعيد تأخذ مدة طويلة لحجزها لدى الاختصاصيين أو الاستشاريين بعضها يتجاوز خمسة أشهر، وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، عبدالعزيز التركي أن الجمعية تنبهت في العام 2015 عن تفشي مرض السكر قبل أن يصبح وباء وأقامت مؤتمرا بعنوان (وباء السكري والسمنة 2030.... هل نحن مستعدون) وسلطت الضوء على مشكلة تفشي السكري والسمنة وارتفاع نسب الإصابة بهما، كما حذرنا من إمكانية تحولهما إلى وباء في حال لم يتم السيطرة عليهما، ونوه إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على مرض السكري والسمنة من خلال عقد العديد من المحاضرات وورش العمل حيث وصلت نسبة الإصابة بالسكري إلى 25 % بالمملكة ونسبة الإصابة بالسمنة 50 % ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الأرقام بحلول 2030.