قامت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين، بتصنيف «الحرس الثوري الإيراني» كمنظمة إرهابية أجنبية في خطوة غير مسبوقة في الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من أن الإدارات المتعاقبة أدانت السلوك الإيراني، وحددت بعض عناصر «الحرس الثوري» كإرهابيين، إلا أنها الخطوة الأولى من نوعها في الولاياتالمتحدة بتصنيف فرع كامل من جيش حكومة أجنبية على أنه جماعة إرهابية. وأكد مسؤول جمهوري مقرّب من مكتب السيناتور الجمهوري تيد كروز ل»الرياض» بأن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، ومجموعة أخرى يجهزون لعقوبات ستشمل نشاطات الحرس الثوري الإيرانية الخارجية من غزة إلى سورية واليمن. وكانت إدارة ترمب قد مهدت لهذا التصنيف، حيث أعلن براين هوك من وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي أن إيران مسؤولة عن مقتل أكثر من 600 جندي أميركي في العراق، وهو أعلى من التقديرات السابقة التي حصرت العدد بال500. وصرّح الجنرال الأميركي، شون روروتسون بأن هؤلاء الضحايا الأميركيين قضوا بعبوات ناسفة وصواريخ ومدافع هاون وقذائف صاروخية وهجمات بالأسلحة الخفيفة كان يشنها إرهابيون يدعمهم الحرس الثوري الإيراني. في المقابل، أصدر مشرعون إيرانيون بياناً جاء فيه «سنرد على الولاياتالمتحدة باتخاذ الإجراء المتبادل بالمثل» وسخر الباحث الأميركي في الشأن الإيراني، جوناثان شانزر من الرد الإيراني، حيث كتب في صفحته في تويتر «لقد أخافتني إيران فعلاً، سترد بالمثل، أي أنها ستعاقب ممتلكاتنا داخل إيران وشركاتنا الأميركية التي تحتاج لقطع غيار من إيران، وهذا كله تصل قيمته إلى الصفر دولار». وحول كيفية تأثير تصنيف «الحرس الثوري الإيراني» إرهابياً، على النظام الإيراني، قال ريتشارد نيبو، النائب السابق لتنسيق سياسة العقوبات في وزارة الخارجية ومؤلف كتاب «فن العقوبات»: «من الصعب تخيل وجود عصا عقوبات أكبر مما وصلت إليه إيران اليوم» مضيفاً «قانون العقوبات هذا أصلا كان قد أنشأ في أميركا لاستهداف الجماعات الخارجة عن سيطرة الدول ولكن هذه المرة الأولى التي نستخدم فيها هذه القوانين لاستهداف دولة ومؤسساتها الرسمية». وقال نييبو: «أكثر ما سيؤثر على إيران هنا، هو أنه لا شركات أجنبية ستجرؤ على التعامل مع البلاد حتى على أدنى المستويات، فالحرس الثوري الإيراني مسيطر على كافة المؤسسات في إيران بما في ذلك الغذاء. «وقال أريان طباطبائي، الخبير الإيراني في معهد راند، «لم نر ما نشهده اليوم من قبل أبداً، وهذا علامة على استعداد الولاياتالمتحدة لتطبيق أقصى ضغط والتصعيد مع النظام الإيراني إن لزم الأمر». وقال مايكل بريجينت، من معهد هدسون في واشنطن أنه يرى العراق أكثر من يجب أن يحذر من هذا التصنيف الجديد، فالحرس الثوري متغلغل في بعض الجماعات المقاتلة، وبالتالي أن الآوان ليفصل العراق نفسه عن الجماعة الإرهابية «الجديدة» وإلا فإن اقتصاده وقابليته لجذب الاستثمار الأجنبي، ستدخل في مرحلة تسمم طويلة الأمد. كما ذكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو في مؤتمر صحفي، تزامناً مع الإعلان عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني ارهابيا، وأن أسباباً قريبة وبعيدة أدت إلى هذا التصنيف من بينها انخراط المنظمة في عمليات تجسس وتفجير ودعم ميليشيات والضلوع في حروب إقليمية. وقال بومبيو إن الحرس الثوري الإيراني يقوم بعمليات إرهابية منذ الثمانينات، ذكر منها تفجير الخبر في العام 1996، والذي أودى بحياة أميركيين، وتفجيرات بيروت، وتآمر فيلق القدس التابع للجماعة لمحاولة اغتيال السفير آنذاك في واشنطن، عادل الجبير.