حذّر وزير الإعلام السوداني حسن إسماعيل، المتحدث الرسمي باسم الحكومة من مغبة وقوع حرب أهلية، بسبب ما اسماه حالة الاستقطاب السياسي الحاد القائمة حالياً، مُتهماً جهات ومنظمات خارجية مرتبطة بتجمع المهنيين المعارض الذي يقود الاحتجاجات ضد الحكومة، بجمع أموال كبيرة لتمويل حشد المحتجين المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم لليوم الثالث علي التوالي. وأبلغ إسماعيل "شبكة الشروق" السودانية بأن الذي حدث يوم السبت الماضي تحديداً، بعد متابعة للأمر، هو أن المعارضة ظلت في اتحاد المهنيين وحلفائهم في جبهات مختلفة، يعملون على تعبئة عالية لأنصارهم وأتباعهم وللمواطنين قبل نحو عشرة أيام، مستغلين رمزية يوم انتفاضة 6 أبريل. وأضاف "تابعنا كلنا التعبئة والشحن العالي الذي تم في هذا الصدد"، كاشفاً عن إمكانات وصفها ب"الكبيرة"، وفرّت لأجل الحشد، ونوه بأنها شملت توفير الوجبات والترحيل والمياه والإسعافات الأولية. وأوضح إسماعيل أن لديهم معلومات موثقة حول حجم الأموال، مفضلاً عدم الإفصاح عن أرقامها في الوقت الراهن. وقال أن حشد عدد كبير لقادمين من الولايات، مع توفير الترحيل والسكن والمصروفات والإعاشة، يُعد مؤشراً لحجم الإمكانات والأموال التي تم توفيرها. وكشف أن المخطط استهدف حشد مليون مواطن سوداني في باحة القيادة العامة للجيش واعتصامهم إلى أن تستجيب القيادة العامة للقوات المسلحة لمطالبهم، والتي هي قطعاً ليست إصلاحية، وتابع "الطلب هو واحد إسقاط الحكومة". ولفت إسماعيل إلى أن تجمع المهنيين والمعارضة لا يقبلون بتوجيه أي طلب للحكومة، ولا يعتبرون بأن الحكومة موجودة أصلاً، وبالتالي يوجهون إليها قولاً واحداً، هو إسقاطها فقط، مما يدلل على رفضهم للحوار وما يترتب عليه، والمتعلق بتقديم الرؤية والفكرة. ووصف إسماعيل مسلك المعارضة بانسداد الأفق والركض خلف الشعار، والذي لن يُحل مشكلة، إن تحقق أو لم يتحقق، ومضى للقول "إن لم يتحقق تظل حالة الاستقطاب قائمة، وإن تحقق وسقطت الحكومة، كما يرفعون من شعارات، فلن نتجاوز حالة الاستقطاب السياسي". وأكد أن تجاوز حالة الاستقطاب السياسي سيكون في حالة واحدة متعلقة بالاتفاق على الشراكة في الميدان السياسي، وأن هناك معادلة تضبط هذا الميدان، وأضاف "بغير هذا سننحدر إلى حالة اللا استقرار، وعدم الاعتراف بالآخر، وإلى حرب أهلية، لا قدر الله". الى ذلك كذب اسماعيل تقارير وكالات الانباء عن تدخل جنودا سودانيين لحماية متظاهرين أمس بعدما حاولت قوات الأمن فض اعتصام يشارك فيه آلاف المحتجين المناهضين للحكومة أمام مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم، وقال "تم تفريغ التجمهر أمام القيادة العامة تماما وبصورة لم تخلف خسائر في جميع الأطراف". وأضاف "الأجهزة الأمنية متماسكة وتعمل بطاقة إيجابية وتناسق تام".