بعد أن كشفت وكالة «رويترز» عن أكثر من 70 موقعاً إلكترونياً تعمل لنشر دعاية إيرانية في 15 دولة، مؤكدة أن أكثر من نصف مليون شخص يزورونها في الشهر، كما تروّج لها بحسابات على مواقع للتواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون. وتبرز المواقع أساليب نشر معلومات مضلّلة أو كاذبة على الإنترنت، للتأثير في الرأي العام. وقال جون برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA): إن دولاً في أنحاء العالم تستخدم الآن أساليب حرب المعلومات من هذا النوع، الإيرانيون خبراء في استغلال الإنترنت وهناك عناصر في أجهزة الاستخبارات الإيرانية تبرع في العمل على الإنترنت. وأكد د. عبدالرحمن القراش، متخصص في قضايا الإرهاب ومتابعتها، أن الحكومة الإيرانية وأحزابها السياسية والهيئات الاجتماعية التي تدين لها بالولاء تمارس سياسة التضليل الإعلامي ودأبت للتأثير على الرأي العام وخلق صورة ذهنية تساعدهم في تحقيق أهم أهدافها وهي تضليل جمهورها المؤيد لها قبل المعارض لأن أهدافها غالباً ما تكون غير مقبولة في نفوس المتلقّين قراء ومستمعين ومشاهدين إلا بالتزيين والتلبيس الشيطاني، وتضليل جمهور الخصوم عبر توظيف كل الإمكانات التي تساهم في إثارة الفوضى الخلاقة عبر وكلائها أو عبر المتعاطفين أو ممن تشتريهم. وأوضح أن سياسة التضليل الإعلامي الإيرانية ترتكز في عملها على ثلاث نقاط أهمها: تحريف الحقائق، والدعاية لنفسها، والحرب النفسية، حيث يتبين لنا من ذلك أن الإعلام الإيراني عبر وسائله التقليدية أو التقنية يسعى للمناورة والمراوغة، بتحويل أنظار العالم عن المسائل الحساسة التي تضر بمصالحه والتركيز على القضايا التي تضر بخصومه أو تلفت النظر إلى سلبياتهم، ناهيك عن الهروب من التفاصيل إلى العموميات حين يتعلق الأمر بعقيدة الولاء للإمامية والإغراق في هذه التفاصيل حين يرتبط الأمر بالعالم العربي. من جانبه أوضح د. محمد حامد، باحث في العلاقات والقانون الدولي، أن إيران تعتمد حالياً على اتباع سياسة الضحية أمام العالم والمجتمع الدولي، وتلوح دائماً بوثيقة معاهدة «علاقات صداقة» وقعت مع الولاياتالمتحدة في 1955م، وفي الجانب الإعلامي هناك تلميع إعلامي من الإعلام الإيراني لسياسة علي خامنئي، وتظهر أنه رجل مقاوم لدولة إسرائيل، وداعم للثورات العربية، أما فيما يخص التعامل مع أوروبا يعملون على تلميع إيران أمام القانون الدولي وأن إيران تريد السلم الاجتماعي والحفاظ على الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، ويعمل أيضاً هذا التلميع الإعلامي المكشوف على أن إيران ملتزمة باتفاقية لوزان في 2015 والتي تقضي بتسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام. وأشار إلى أنه على المجتمع الدولي أن يعلم أن إيران دولة داعمة للإرهاب في اليمن وسورية ولبنان والعراق، وتهدف إلى عدم الاستقرار السلمي للحياة في الشرق الأوسط، وأن ما تقوم به هي أكاذيب وضلالات إيرانية وتروج لها أمام العالم لتخفي وجهها القبيح.