الثالث والعشرون من شهر مارس آخر يوم كان لمعرض الكتاب الذي رافقته من بدايته حتى نهايته فهو يطل علينا في العام مرة واحدة، نعيش أجواءه في كل عام والذي لطالما أنتظره بفارغ الصبر، لازمته وكأنه منزلي الثاني وفي كل سنة يأتي معرض الكتاب أجد أنه أفضل من العام السابق وخصوصًا هذهِ السنة من ناحية التنظيم كان رائعا جدًا وأثاره ملحوظة حتى على ورش العمل لذلك تُشكر اللجنة الثقافية على جل اهتمامها بما يخص الكُتاب والكاتبات أو من لديه حُب الاطلاع والاستفادة منها بما هو جديد لكن كنت أتمنى لو استقطبوا بعض من الكُتاب ولو لعدد محدود مثل العام الماضي الذي لن أنساه؛ لأنه وقع علي بشكل كبير من الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم لكن لعل في السنة القادمة تُؤخذ بعين الاعتبار. لذلك معرض الكتاب يُشكل لي أهمية كبيرة وكأنه قطعة مني وبناء عليه عندما يتحدث بعض الأشخاص بالصيغة هذه "هل يوجد أحد يقرأ أو يستخدم الصحف الورقية" ؟!! نعم!! أندهش وأستغرب من طريقة العبارة إلى أين وصلنا بهذا التفكير أتعجب جدًا ممن يتحدث بهذه الطريقة ولكن بالجهة المقابلة يُسهل علي طريقة تفكيره. هنا قلت فقط اذهبي لمعرض الكتاب وسوف تشاهدين بنفسك لدينا أمة تقرأ ولله الحمد لاحظت أنه بدأ يظهر جيل يقرأ مثقف وواعٍ ولا نُعمم لذلك نحتاج إلى جيل بمثل ذلك خصوصًا بعد رؤية 2030 للاستطلاع واستكشاف ما هو جديد وأن لا نربطها بحدث معين لكن نُشكلها بأمور عديدة فعندما أشاهد أشخاصا من مختلف الأعمار يقرؤون من أجل العلم والثقافة وغيره أبتهج لا شعوريًا وخصوصًا الأطفال يجب علينا أن نغرس فيهم حُب القراءة وتنميتها لهم منذ الصغر لأن لها أثر في توسيع المدارك وأن يكونوا أكثر حذرا، لذلك يوجد مثل صيني يقول الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم فعلًا وأنت في بيتك تستطيع معرفة كل ما يحدث من خلال القراءة. فهنا تذكرت آخر يوم وأنا أودع معرض الكتاب منظر الكتب أمامي وهم يُدخلونها منظر أحزنني جدًا؛ لأن وصفه أكبر من أن يُكتب روح داخل روح وهذا أقرب تشبيه لدي وكأن كل دار من دور النشر تحزم حقائبها تستعد للرحيل وما كان لقلبي أن يُشاهدهم وهم يستعجلون كُتبا تلو الأخرى بنفس الطريقة لإدخالها وما على المودع إلا الرحيل. لكن لن أقول وداعًا معرض الكتاب لأنك في كل الأيام معنا وأختم بقول اليازجي حين قال: "وأفضل ما اشتغلت به كتاب ** جليل نفعه حلو المذاق".