لا يمكن لأحد أن يلوم المشجع الهلالي على ردة فعله الغاضبة تجاه رئيس ناديه الأمير محمد بن فيصل بعد الخسارة من النصر، وفقدان صدارة ترتيب الدوري بطريقة غريبة، إذ ليست الخسارة وحدها التي تسببت بانفجار المدرج «الأزرق» فهي خسارة عابرة في ظل التنافس التاريخي بين الناديين العريقين. غضب الهلاليين مبرر وله أسبابه تجاه رئيس ناديهم الذين توقعوا منه عملاً يوازي ما قدمه في فترته الأولى وهي الفترة التي كان فيها أقل نضجاً وخبرة إدارية ورياضية، غير أن الرئيس بالكثير من قراراته وتصريحاته خيب ظن أنصار النادي الكبير، بدءًا بالاستغناء عن المدرب البرتغالي جورجي خيسوس بطريقة غير مفهومة ولا يمكن تفسيرها بعد أن ساق الرئيس مبررات لا يقبلها منطق، إذ لم يكن مستساغاً الحديث عن أن تبرم اللاعبين من طريقة تعامله هي سبب إقالته ولا حتى الحديث عن كتابته بعض العبارات، فهذه كلها أمور تحدث في أي فريق ولا تتسبب بإقالة المدرب طالما أن النتائج تسير بشكل إيجابي. عدا ذلك فإن الحديث هنا ليس عن فريق صاعد، بل عن فريق كبير يتسلح بنجوم كبار يستطيعون التعامل مع قسوة المدرب بشكل إيجابي خصوصاً أن معظمهم تدربوا تحت أيدي مدربين أوروبيين. أسوأ من قرار إبعاد خيسوس هو التقليل منه بطريقة فجة، ووصفه بغير العالمي فقط لأنه لم يغادر الدوري البرتغالي في حين أن كل الأرقام وكل المحللين يعتبرونه واحداً من المدربين المميزين في «القارة العجوز»، في وقت كانت الطامة الكبرى عند الهلاليين أحاديث الرئيس الغريبة وبحثه عن الإثارة حتى على حساب فريقه وهو ما ذكره تلفزيونياً متناسياً أن الإثارة ستكون في أوجها لو تمسك الهلال باستقراره بالتزامن مع تألق منافسه التقليدي النصر. كتبت هنا قبل أكثر من شهرين أن الهلال يدار بطريقة غير معتادة تكسر فيها كل أدبياته، وهنا مطلوب من الأمير محمد بن فيصل العودة لتلك الأدبيات والمبادئ الراسخة وأهمها إعادة كبار الهلاليين للمشهد وتقريبهم من جديد للبيت الكبير فهو لن يستطيع وحيداً السير بالمركب، إذ الأمر أكبر من مجرد استقرار مالي بفضل دعم المؤسسة الرياضية، فالهلال منذ عرفناه لم ولن يسير بدون جناحيه وأعني هنا المدرج الهلالي ورجالاته الكبار.