أعرب رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد الراشد عن عن تفاؤله بمستقبل الرياضة السعودية والمكانة البارزة التي تحتلها على خارطة كرة القدم الآسيوية والعالمية. وكشف الراشد عن بعض خطط الاتحاد السعودي التي تهدف إلى النهوض بمسيرة كرة القدم المحلية والخارجية، إضافة إلى تطرقه لوضع الحلول والمشاكل والعوائق التي تحد من تطور الأندية السعودية، كما أشاد بالرؤية المستقبلية لقطاع الاستثمار الرياضي وتحفيز المستثمرين في ظل الدعم اللا محدود من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لهذا القطاع الحيوي. عودتي للفتح في علم الغيب.. والإدارات المالية سبب الضائقات المالية * ما الخطط والبرامج التطويرية للجنة المنتخبات؟ * لنا توجهنا المستقبلي من خلال العمل على ارتباط اللجنة بلجان المنتخبات من ناحية فنية بحتة لتشرف على تطوير المدربين والورش التدريبية والمحاضرات التدريبية للفئات (B,C,D,A,PRO) للمدربين، وكذلك للاعبين والإشراف على فئات المنتخبات الوطنية، لتصبح لجنة إشرافية، فنية، ومهنية تُسهم في إدارة المنتخبات بجميع فئاتها، وتضع المعايير الفنية والإدارية للأجهزة الفنية والإدارية لها، ولدينا تطلعات طموحة ونحن الآن بصدد إعداد دراسة ستقدم للأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وتحوي هذه الدراسة رؤية اللجنة لأربعة أعوام مقبلة، كما ترتكز الرؤية على عناصر عدة من بينها إعداد منتخبات الفئات السنية للمنافسة على الاستحقاقات بدءاً من مشاركة منتخب الشباب بكأس العالم في هولندا مروراً بالبرنامج المتكامل، ليكون المنتخب الأول حاضراً في نهائيات كأس العالم 2022م ليس للمشاركة فقط، وإنما للوصول إلى مراحل متقدمة من البطولة. عدم الاهتمام بالفئات السنية أخّرنا.. وبعض الأندية تستقطب مدربين بلا شهادات * هناك اتهامات سابقة تقول إن الأمانة العامة تتعامل بعدم المساواة بين الأندية من ناحية المرونة والصرامة وعلى حسب الميول وعلى مختلف الرؤساء الذين تسلموا ذلك المنصب؟ ما ردك على تلك الاتهامات؟ * أنا لا أعلم عن السابق فأنا مستجد في الاتحاد لكن بحسب ما أرى مغاير عن هذا الكلام، صحيح يوجد ضغوطات إعلامية ويتأثر بعض رؤساء اللجان وبعض الأعضاء فهم بشر في النهاية كل واحد لديه قدرة تحمل، لكن محاباة نادٍ معين أو أن الاتحاد مُسيّر للأندية الجماهيرية الكبيرة، كلام إعلامي وللأسف بعض رؤساء الأندية يدفعون جماهيرهم ويعيشون في المؤامرة بدلاً من التركيز في ناديه،وأعتقد أنه يوجد مبالغة، لكن من الممكن أن تكون هناك سوابق ماضية قد تكون حدثت أجهلها لكن لا أعتقد أنها بهذا التضخيم. * هل استقالة رئيس اتحاد كرة القدم قصي الفواز تركت فراغاً إدارياً في الاتحاد؟ * لا أبداً، فالأمور كلها ستدار إلى نهاية الموسم بشكل مثالي، وقد يكون العمل المثالي يُدعم بأعضاء جدد ويستمر الاتحاد، على فترته أو عقد الجمعية العمومية واختيار إدارة جديدة، بحسب حديث رئيس الهيئة العامة للرياضة. * هل تولي الأستاذ لؤي السبيعي المهمة حتى انعقاد الجمعية العمومية لاختيار الرئيس الجديد سيحل تلك الإشكالية؟ o رئيس الاتحاد السعودي الأستاذ لؤي السبيعي خبير متمرس وأنا شخصياً علاقتي معه قوية ومع الكابتن عمر باخشوين والكابتن حمزة ادريس، وباختصار شديد في حال عملت لجنتا الانضباط والحكام بشكل مثالي ونموذجي، فإن ما تبقى سيكون أمراً سهلاً. * هناك جدل كبير في الوسط الرياضي لعدم وجود روزنامة ثابتة للمسابقات السعودية ففي كل عام نرى تاريخا مختلفا في البداية والنهاية، ما هي الحلول لتلك المشكلة؟ o هذه الحلول نحن نتكلم عنها الآن، لكن للأسف أن كل اتحاد يأتي يُغير في الخطط ورئيس هذه اللجنة غير ثابت بصفة مستمرة، وهذا ما أوضحناه لرئيس هيئة الرياضة، لذلك لابد أن يكون رئيس مجلس إدارة الاتحاد خطة متكاملة لأربعة أعوام، واللجان المتفرعة من الاتحاد ويجب أن يكون هناك محاسبة ومتابعة دقيقة لها، وباعتقادي متى ما كان هناك كفاءات رياضية على مستوى عالٍ تقود الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه فسيكون لهذا الانعكاس الإيجابي لرياضتنا. * ظهرت احتجاجات واسعة من الأندية لنقل مبارياتها خارج أراضيها مثل مباراة النصر وأحد التي أقيمت في المجمعة لعدم صلاحية الملاعب، متى تنتهي تلك المشكلة وهل نحن بحاجة إلى ملاعب جديدة؟ * المشكلة كانت في الشؤون الفنية في الهيئة العامة للرياضة، واعتقد أغلب الملاعب الموجودة ممتازة، والهيئة تعمل للموسم المقبل حتى تتمكن الأندية من لعب المباريات في ملاعبها مثل النصر، الهلال، والشباب، كما يوجد حوالي ستة أندية ستكون ملاعبها جاهزة بدءاً من الموسم المقبل بحسب توضيح الهيئة. * ما تعليقك على سماح الأمانة العامة للاتحاد السعودي للأندية بتسجيل لاعبيها المحترفين السعوديين والأجانب في الفترة الصيفية والشتوية رغم وجود مديونيات على تلك الأندية مما حدا باللاعبين السعوديين تقديم شكوى رسمية لدى الاتحاد الدولي (فيفا) على الاتحاد السعودي لعدم تسلمهم لمستحقاتهم رغم صدور أحكام في تلك القضايا؟ * رئيس الهيئة العامة للرياضة السابق تركي آل الشيخ أسهم في حل بعض القضايا، وأود التنويه إلى أمر غير جيد ولا نتمنى أن يحدث ولكن هذا الواقع وهو التوقع بأن يكون هناك مديونيات مع نهاية الموسم تصل إلى 400 مليون ريال وهذا الأمر لأول مرة أتحدث عنه ومتوقع أن تكون هناك قضايا سترفع مع نهاية الموسم للمطالبة بالمستحقات بسبب جلب المحترفين الأجانب، وكان هدفه الحد من المبالغة بعقود اللاعبين المحليين، لكن للأسف حصل ضخ مالي غير عادل للأندية أنفقت ما يقارب 500 مليون ريال والآن تنافس على الهبوط، وأندية لم تستلم مستحقاتها، وأيضاً يوجد حكام لم يستلموا حقوقهم لمدة سنتين، كما لاحظنا وجود تضخم وأرقام فلكية بأسعار اللاعبين الأجانب وأتوقع أن تعود المديونيات على الأندية كالسابق، وأوضحت لرئيس الهيئة العامة للرياضة بأنه إذا لم يتم التدخل من الآن ستتضخم المشكلة، بسبب تسديد ديون الأجانب وتأجيل ديون اللاعبين السعوديين حتى إشعار آخر، ولكن نتوقع أن تتدخل الهيئة لحل المشكلة قبل أن تتفاقم. * البعض أرجع المشاكل العديدة للاتحاد السعودي نتيجة لعدم وجود لوائح ثابتة للعقوبات والانضباط مما جعل الأندية دائمة الاحتجاج نتيجة لتباين في القرارات، وهل نرى تغيير في منظومة العمل للحد من تلك السلبيات؟ o أتفق معك بهذه الجزئية، وعندما كُنت أعمل خارج الاتحاد السعودي لكرة القدم وبالتحديد في نادي الفتح كنت مستاء من نظام العقوبات الذي تصدر من لجنة الانضباط بسبب اختلاف العقوبات، والآن بدأ تطبيق نظام الحوكمة في الاتحاد السعودي ومع تطبيق هذا القرار ستصدر العقوبات بشكل نظامي وسيتم معرفة كيفية صدور القرار، وحتى الآن لا يوجد لوائح واضحة تطبق، وذلك بسبب عدم الاهتمام مسبقاً بتطبيق اللوائح بشكل جيد من قبل الإدارات السابقة، والاهتمام بأمور أخرى مثل تحقيق الإنجازات وترك كأس العالم وترك الأمور الإدارية، كما يوجد تباين في مرتبات بعض اللجان وتفاوت واضح في معظم اللجان. * ما أسباب تراجع كرة القدم السعودية؟ o يوجد عدة اعتبارات أولها عدم الاهتمام بالفئات السنية كما يجب في الأندية بشكل كبير، إذ أن بعض الأندية تستقطب مدربين بالاسم فقط ولا يملكون شهادات بالتدريب ولا توجد لدى المدرب أي معايير فنية، وهناك غياب تام للرقابة بسبب فصل الفئات السنية والفريق الأول ولا يوجد إلزام للأندية بأن يكون التوجه بإنشاء أكاديميات كروية للاستفادة من الكوادر الوطنية. * هل تؤيد استمرار عدد المحترفين الأجانب الثمانية؟ * أتوقع تقليص عدد المحترفين الأجانب في الموسم المقبل إلى أربعة أو خمسة، لأن ما يحصل في هذا الموسم أنا ضده بسبب عدد الأجانب ولو كان القرار بيدي لأبقيت الوضع كما كان في السابق، والآن هناك إشكالية في حال تقليص عدد الأجانب بسبب وجود عقود من الممكن أن تدخلنا في مشاكل مالية، ومن المفترض بأن يكون العدد أربعة أجانب مثال لقرار الاتحاد الآسيوي، وهذا القرار إن تم تطبيقه سيخدم اللاعب السعودي ويستفيد منه ناديه والمنتخب الوطني. o هل سيسهم ابتعاث اللاعبين للخارج في عودة الكرة السعودية لمسارها الصحيح ومنافسة الدول المتقدمة كروياً؟ * من المفترض بأن يحدث هذا الشيء منذ فترة طويلة وهو العمل على برنامج الابتعاث، ونحن الآن في اللجنة الفنية وضعنا مشاريع عدة من ضمنها خلق هوية للاعب السعودي في طريقة الأداء واللعب، إضافةً إلى العمل على دوري المدارس وغيرها من الأنشطة الرياضية، ونطمح إلى صنع شخصية للمنتخب السعودي ويوجد لدينا تجارب عدة من دول أوروبا، وسيتم التركيز عليها في المشاريع المقبلة. * هل القطاع الرياضي في المملكة محفز لاستقطاب المستثمرين؟ * الآن أصبحت البيئة الرياضية جاذبة، ولكن تحتاج إلى عمل كبير وهناك تطور كبير جداً، إذ أصبح لدينا ربط بين الهيئة العامة للرياضة، الهيئة العامة للسياحة، والهيئة العامة للترفيه، وأتوقع وجود فرص كبيرة للاستثمار الرياضي في المستقبل. * هل تعتقد أن الخصخصة ستجعل الأندية تستغني عن الدعم الحكومي خلال الأعوام الخمسة المقبلة؟ * ملف الخصخصة شائك جداً وتم تأجيله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنقذ الأندية من الديون المتراكمة والتي تجاوزت المليار، وأعتقد أن الخصخصة خيار هام جداً، ولكن لا نظن بأنها سترى النور بين يوم وليلة وحتى وإن تم خصخصة الأندية لا يمكن للنادي أن يعتمد على دخله 100 في المئة، وذلك بسبب الاستمرار بجلب لاعبين ومدربين بمبالغ طائلة، والخصخصة تعتبر خيارا ناجحا ولكن تحتاج إلى وقت لحين تنفيذها، وربما تمتد إلى خمسة أعوام مقبلة. o لا تزال بعض الأندية تئن من الضائقة المالية لعدم جدولة ديونها، هل عدم استقطاب الكفاءات المتخصصة في الاستثمار لها دور في ذلك؟ * نحن الآن في لجنة الاستثمار الرياضي نعمل على دبلوم إدارة رياضية يشملها المالية والتسويق والاستثمار، وسنبدأ الأسبوع المقبل، إذ سيتم توقيع عقد شراكة مع شركة متخصصة في هذا الجانب وسيتم الإعلان عنها في الأسبوع المقبل والإدارة المالية بالأندية برأيي هي السبب الرئيسي للضائقات المالية التي تعاني منها الأندية. * هل ستعود يوماً لرئاسة الفتح؟ * المستقبل في علم الغيب، أنا اليوم أعمل بالاتحاد السعودي وأتشرف بأنني كنت في يوم من الأيام أخدم نادي الفتح ومثل ما أضفت له الكثير أيضاً أضاف لي الكثير في مسيرتي الرياضية، وأنا فخور بأنني خدمت النادي وحققت معه إنجازات تاريخية، والمتواجدون الآن في إدارة النادي فيهم الخير والبركة ولا أعلم في المستقبل إن كنت سأعود لنادي الفتح أو لا. * حققتم الدوري بأقل ميزانية في تاريخ الأندية هل الواقعية في العمل عنصر مهم لتحقيق النجاح؟ * طبعاً يعود إلى الواقعية في العمل وسر التفوق في ذلك الوقت هو العمل الجماعي بين المنظومة كاملة، إذ تفوقنا على الأمور المالية وكان هدف الجميع تحقيق الهدف، ونشاهد اليوم أندية تملك الملايين ولكن لا تحقق أي إنجازات بل تصارع على الهبوط، وأعتقد بأن العمل الإداري الذي كنا نعمل عليه في تلك الفترة مستمر حتى الآن، وكنا في تلك الفترة نسد العجز المالي بأسرع وقت ممكن حتى لا تتراكم الديون، وعملنا أيضاً على زرع ثقافة الفوز لدى اللاعبين، وهي ما ساعدنا في تحقيق الإنجازات. o ما سبب ابتعادك عن نادي الفتح في هذه الفترة بالتحديد؟ * آن الأوان لإعطاء الفرصة لكوادر جديدة تكمل المشوار، لأنني وصلت إلى مرحلة تعرضت فيها إلى ضغوطات عملية وأسرية ومهنية أكثر. * ماذا يعني لك نادي الفتح؟ * يعتبر بيتي الثاني ومدين له بالشيء الكثير، وهو من قدمني للساحة الرياضية لخدمة بلادي في المجال الرياضي. * كلمة أخيرة؟ * أشكرك صحيفة «الرياض» الرائدة على مستوى الوطن العربي على إتاحة الفرصة. الفتح بطلاً للدوري عام 2012م المنتخب السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل لؤي السبيعي