مؤلم أن يصل التطرف العنصري إلى من يمارسون مهام قيادية مؤثرة في المجتمع. أحد هؤلاء هو السيناتور الأسترالي فريزر أنينغ الذي هاجم الإسلام، واعتبر أن برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين الدخول إلى نيوزيلندا هو سبب الاعتداء الإرهابي البشع على المصلين في المسجدين بنيوزيلندا الذي أسفر عن 50 قتيلاً. هذا السيناتور العنصري يبرر الإرهاب بترويجه لخطاب الكراهية والعنصرية. تصدى لهذه العنصرية الفتى الأسترالي ويل كونولي (17 عاماً) مستخدماً سلاحاً ضعيفاً لا يضر لكنه يوصل رسالة قوية إلى العالم، الفتى يكسر البيضة على رأس العنصرية والكراهية والتطرف. هي رسالة احتجاج ورسالة حب في نفس الوقت، احتجاج على الفكر الذي يفرق بين الشعوب، ورسالة حب تعزز الأخوة الإنسانية. الفتى الصغير في عمره يتفوق فكرياً وإنسانياً وأخلاقياً على رجل السياسة والخبرة، بيضة الفتى تقول إنه لا مكان للفكر العنصري، وتقول إن هذا السيناتور لا يمثل الأستراليين، رسالة سلام وتعايش تقول إن الإرهاب لا دين له، وتجرم خطاب الكراهية، وتدين المحرضين عليها وتطالب بمحاكمتهم. تقول البيضة أيضاً إن منفذ جريمة قتل الأبرياء في المسجدين إرهابي مجرم متطرف ولا يمثل الأستراليين، ولا يعبر عن ثقافة نيوزيلندا، البيضة المكسورة على رأس السيناتور هي مكسورة على رأس العنصرية في كل مكان، هي رسالة ضد العنف ودعوة للتعايش والتسامح والمحبة بين الشعوب، الرسالة ترفض فكر اليمين المتطرف كما ترفض فكر القاعدة وداعش وأي فكر ينشر الكراهية. رسالة تقول للعالم: إن الإسلام دين محبة وسلام، وأن تلك المنظمات الإرهابية التي استخدمت اسم الإسلام أرادت الإساءة إلى الإسلام وربطه بالإرهاب فصدقها بعض المتطرفين من أمثال السيناتور الأسترالي. فتى البيضة يستحق التقدير لرفضه الفكر الإرهابي، وهو يبشر بجيل جديد يعمل من أجل السلام والتقارب بين المجتمعات، جيل شاب متسلح بالعلم والوعي والرغبة في المشاركة، هذا الشاب وغيره من شباب العالم يجب استثمار طاقاتهم وقدراتهم لنشر ثقافة الوئام والسلام بين الشعوب.