عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان «بعد مرور 100 عام: معنى الحرب العالمية الأولى للولايات المتحدة»، وذلك مساء الثلاثاء 12 رجب 1440ه، 19 مارس 2019م. قدمتها البروفيسورة جينيفر كين، رئيسة قسم التاريخ بجامعة تشابمان الأميركية، وبحضور عدد من الأكاديميين والدبلوماسيين والمهتمين والباحثين في مجال التاريخ. وفي بداية المحاضرة تحدّثت كين عن الأحداث التي صنعتها وخلّفتها الحرب العالمية الأولى، وآثارها على الولاياتالمتحدة الأميركية بحيث تغيرت شخصية المجتمع الأميركي بعد الحرب، وقالت إن الحرب أحدثت تحولات هائلة أيضًا، وخلقت تطورات كثيرة ومعقّدة؛ يتمثل أبرزها في عملية صناعة الحرب وطريقة إدارتها، وقدمت عددًا من النماذج على طريقة خوض الحروب والإعداد لها. وأشارت الباحثة التاريخية إلى أن الولاياتالمتحدة واجهت تحديات كثيرة في أثناء الحرب العالمية الأولى، كان أبرزها عملية إدارة الموارد البشرية، بحيث كان التحدّي يتمثّل في إيجاد الشخص المناسب ووضعه في المكان المناسب، وخاصة في ميدان كبير مثل الحرب، إضافة إلى تحدٍّ آخر تمثّل في وجود نقص في مهارات تعلم اللغة الإنجليزية لدى أفراد الجيش الأميركي، بسبب عيش المهاجرين في مجتمعات محلية مغلقة داخل أميركا، أو وُلدوا خارج أميركا لآباء من المهاجرين. وقالت إن الحرب ساعدت في ظهور تطورات في مجال التعليم والاهتمام بعلم النفس، بحيث ظهرت اختبارات مثل اختبارات الذكاء واختبارات معرفة القراءة والكتابة. كما ظهرت الحملات التثقيفية الموجّهة للمرأة حول الطعام والملابس، وكانت فكرة جيدة لتنظيم المجتمعات ومن أجل تأهيل النساء وصناعة القيادات النسائية. وأضافت رئيسة قسم التاريخ بجامعة تشابمان الأميركية: أن الحرب العالمية الأولى كشفت عن الدور الحيوي الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع، وذلك عندما ظهرت قيادات من النساء قادرة على قيادة المجتمعات، وظهر ذلك من خلال انخراط النساء في الأعمال التطوعية في مختلف المجالات؛ مثل الطب والترجمة وغيرهما. مشيرة إلى أن هذا الدور الذي قامت به المرأة الأميركية في أثناء الحرب كان بداية لنيل حقها في الاقتراع في السنوات اللاحقة. كما كان للحرب أثر واضح في إبراز الدور الذي يمكن أن يمثله الأميركيون من أصول أفريقية داخل الجيش والمجتمع الأميركي؛ ما ساعد لاحقًا على صناعة قيادات وشخصيات من السود، سواء في الجيش أو الجامعات. وأكدت كين على أن المهاجرين يمثلون ثروة وجانبًا إيجابيًّا في بناء المجتمعات، وليسوا تهديدًا كما هو متداول اليوم. وختمت الباحثة محاضرتها بالحديث عن الدور الأميركي في العالم المعاصر، والتناقض في صورة الولاياتالمتحدة ما بين دورها في مجال الأعمال الإنسانية وتحرير الشعوب ودعم قضاياها ومعالجة مشاكلها، وبين غزوها للدول.