تتنافس عدة دول في مختلف قارات العالم على جذب شركة أرامكو السعودية، والتحالف معها في مشروعات التنقيب والاستخراج والإنتاج والتسويق للغاز، في وقت تأمل تلك الدول كسب إمدادات نفطية مستقرة من «أرامكو» لكل مشروعاتها الدولية، وتتزعم قائمة الدول المتنافسة الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا واللتان اقتربتا من تلقي أولى صفقات «أرامكو» للاستحواذ على أصول النفط والغاز العالمية ضمن خططها الاستراتيجية، التي أقرتها وتعمل حالياً لإنفاذها. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح، خوض مسؤولي «أرامكو» جولات من المباحثات مع عدة دول تمتاز بمدخرات من الغاز المسال، لتكون مقصدها؛ حيث قطعت الشركة شوطاً كبيراً من التفاهم وتحديد الأولوية للدول الأكثر سكانا والأكثر شبابا والأقوى اقتصادا لضمان ارتفاع الاستهلاك، وديمومة الطلب على الطاقة؛ حيث تقترب الولاياتالمتحدة وروسيا ضمن قائمة دول لجذب استحواذات «أرامكو» لأصول الغاز الخارجية، ولدى الشركة عدد من فرص الاستحواذ في مشروع «يامال 2» في القطب الشمالي مع شركة «نوفتك»، وفي الولاياتالمتحدة في مشروعات تسييل الغاز، وهي تفاضل بين هذه المشروعات، في حين أن المشروعات الأقل تقدما في نظر الشركة تقع في البحر المتوسط في شرق أفريقيا، إلا أنها لا تزال مطروحة على طاولة التفاوض. في وقت تستهدف فيه «أرامكو» أصول عدد كبير جداً من المشروعات التي تعمل عليها تدريجيا، متمنياً الإعلان عن أولى صفقات الاستحواذ خلال هذا العام 2019. وأشار م. الفالح إلى أن «أرامكو» ستبدأ وعلى المدى القصير في المتاجرة بالغاز المسال في وقت افتتحت شركة «أرامكو» للتجارة التابعة ل»أرامكو» السعودية عبر مكتبها في سنغافورة، منصة متخصصة تُعنى بالمتاجرة بالغاز المسال من خلال الشراء من المنتجين والبيع مقابل الحصول على نسبة من ربحية هذا المشروع، كما يمنح «أرامكو» الفرصة لمعرفة السوق، وسبل التعامل مع المستهلكين حتى قبل الشروع في الإنتاج والعمل جاد على عدة مسارات، سواء كان في المتاجرة أو في الاستثمار في الإنتاج أو في تسييل الغاز، ونتمنى ليس بالمستقبل البعيد جدا أن نبدأ نسيل الغاز في المملكة في المرحلة الأولى؛ حيث نستبدل استهلاك السوائل من 600 إلى 700 ألف برميل من منتجات البترول التي تحرق ونستبدلها بها الغاز، وفي المرحلة التي تليها أو تتزامن معها التصدير لجيراننا وشركائنا في دول الخليج، الذين يستوردون الغاز المسال بكميات عالية، وفي المرحلة الثالثة أن يكتفي السوق السعودي والسوق المحيط به، ثم تبدأ المملكة بتصدير الغاز المسال من إنتاجها المتصاعد بشكل كبير جدا. وتتطلع «أرامكو» بالفعل إلى استثمارات ضخمة في الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة، ولديها قائمة مختصرة تضم ما لا يقل عن أربعة مشروعات للغاز الطبيعي المسال؛ حيث ستكون الصفقات بمنزلة علامة فارقة في صناعة الغاز الطبيعي المسال في أميركا، وستحدث تحولا رئيسا في تدفقات الطاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة. في وقت تشمل اثنين من المشروعات المذكورة في القائمة معملا للغاز في شركة تلوريان ومقرها هيوستن، ومشروع «سيمبرا إنيرجي» ومقرها سان دييغو في بورت آرثر بولاية تكساس. وتم اقتراح عدة مشروعات أخرى للغاز الطبيعي المسال في «براونزفيل»، بما في ذلك معمل «نكست ديكيد»، الذي أكد مسؤولوه مناقشة المفاوضات التجارية الجارية حيال تحالف مرتقب مع شركة أرامكو السعودية.