على الرغم من كوننا في بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، أو ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، إلا أنني أعتبره أهم الثورات البشرية، وتتعاظم أهميته تدريجياً، حتى يصبح المهيمن الأوحد لكل شيء، وبناء عليه تبنى الأنظمة، وكل شيء.. كل شيء. وكما يقولون إن للعملة المعدنية وجهين، هناك مخاوف تأتي بالتوازي مع كل هذا الانطلاق. بعضها واضح، وغيرها لم تظهر بعض. لفت انتباهي تقرير نشره موقع "البوابة العربية للأخبار التقنية"، يتحدث عن أهم المخاطر حوله، والذي لخصها في ثلاثة مسارات: الخطر الأول: الذكاء العسكري، من أشد أخطار الذكاء الاصطناعي، التي يُخشى منها حاليًا، هو ذلك الذكاء الذي يدمج في الأسلحة، فمثلًا قد تخطئ الأسلحة الذكية في التمييز بين العدو والحليف. كما أن الدول، خاصةً الولاياتالمتحدة والصين، أصبحت تخشى من اندلاع حروب ذكية. الخطر الثاني: الهجمات الإلكترونية الذكية، تأتي الهجمات الإلكترونية الذكية في درجة أدنى من الذكاء العسكري، ولكن يجب ألا يُستهان بخطورتها، إذ يمكن أن تؤدي إلى تدمير البنى التحتية للدول، أو حتى تعطيلها على أقل تقدير. كما تتمثل خطورة الهجمات الذكية في ذكاء الأشخاص الذين يقفون وراءها، إذ يمكنهم برمجة الفيروسات على التخفي. الخطر الثالث: الذكاء "التلاعبي"، يوفر الذكاء الاصطناعي حاليًا إمكانية التواصل وطلب الاستفسار من برمجيات أو ما يُعرف ب"بوت Bot"، سواء عن طريق الدردشة أو الهاتف، ولكن مع تطور الذكاء الاصطناعي أصبح بالإمكان تطوير مقدمي أخبار بصوت وصورة مع دقة بلغت 100 %، فإنه يُخشى أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التلاعب بمشاعر وقرارات الناس. ومع التطور المتسارع في مجالات الذكاء الاصطناعي، حتماً سيتغير العالم عن العالم الذي عهدناه من قبل، وستعاني الكثير من الدول في محاولة فهم هذه التطورات، والقدرة على اللحاق بها، وبالتالي القدرة على الاستجابة لها على مستوى التنظيمات والتشريعات، والأهم من هذا كله قدرتها على حماية نفسها وضمان أمنها القومي والاقتصادي والاجتماعي. والسلام..