إبراهيم المسلم الذكاء الاصطناعي جملة قصيرة قد يجهلها أو لا يعرفها البعض، فهي كلمة فضفاضة بمعناها، قد يعرفها ويسمع عنها الجميع لغويا، ولكن لو تمعنّا في معناها وتفهمناها أكثر فهي أكبر من ذلك. فالذكاء الاصطناعي هو استخدام وتحريك كل شيء بعيدا عن الإنسان وبدون تدخل القوة البشرية، وسلوكيات معينة تدخل فيها برمجيات وأجهزة تحاكي القدرات الذهنية البشرية كالروبوت، ولكن لو تدرجنا إلى المعرفة التامة بهذا المفهوم فليس له مفهوم واضح مبني على مبادئ معينة ولكنها حسب الحاجة التي يتخصص فيها. من ضمن هذا الذكاء القريب منا هو الذكاء الاصطناعي، فهو من أخطر الأنظمة الجديدة، وهي أنظمة ذكاء مدربة على التفوق على القدرات العقلية للبشر بدون إرشاد أو تقويم بشري، بل تفوقها وإن كانت فعليا أقل من التفكير البشري لأن التفكير البشري لا يضاهيه تفكير مهما بلغ العلم من تطور، ولكنها أفكار قابلة للتطوير وقد تحول مثلا الطائرات بدون طيار إلى صواريخ، واستخدام مقاطع الفيديو الزائفة للتلاعب بالآراء العامة، وتركيب مقاطع قد تؤدي إلى خلخلة النظم السياسية، وأيضا تؤدي إلى القرصنة الآلية من خلال الأجهزة الذكية والحواسيب الآلية، وقد يطلق عليها البعض ما يسمى بالهاكرز، وهو عبارة عن إمكانية اختراق المواقع والحسابات الشخصية باحترافية وباستخدام نظم الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي يوما ما سيفوق ذكاء البشر بمليارات المرات، لذا علينا كبشر ضرورة الاندماج مع هذه التكنولوجيا المثيرة حتى تتلاشى ونقف صدا منيعا لهجمات أعدائنا ومن يتربصون بنا تكنولوجياً. فيجب علينا أن نحمي أنفسنا ووطننا من تلك الهجمات الذكائية بالتعلم بالمثل، وإن لم يكن بالأفضل حتى على الأقل لو أن نتساوى بهم فكريا، حتى إن شاء لنا الالتقاء بهم تكنولوجياً يكون لنا القدرة على الرد عليهم وصد مهاجمتهم. جميعا نشاهد ونتابع التغيرات التي تحدث من حولنا في كل دقيقة بل في كل لحظة، وهذا كله يرجع إلى علم الذكاء الاصطناعي والشبكات العنكبوتية، فهل نحن جاهزون للتغير والتعلم مثل باقي الشعوب أم تغيراتنا وأفكارنا تحدث كل شهور وسنوات، وبذلك سنتراجع شهورا وسنوات في أفكارنا مقارنة بالعالم الآخر الذي يتسابق فيه الجميع، وهو عالم التكنولوجيا والإنترنت.