تكتسب زيارة ولي العهد إلى الصين، أهمية كبرى للبلدين، نظراً للشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين وتطلعهما لمزيد من الاستثمارات في مشروعات رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق الصينية. المملكة تعدّ الصين حليفاً موثوقاً به سياسيًا وشريكاً مهماً اقتصادياً، وهما يعدان من أهم القوى الاقتصادية في القارة الآسيوية والعالم وتجمعهما مجالات تعاون في قطاعات الطاقة والصناعة والبتروكيميائيات والاتصالات والبناء والإنشاءات. وزيارة ولي العهد لبكين تهدف إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة إلى بكين. وللعلاقات السعودية - الصينية أهمية كبرى، حيث تأتي زيارة ولي العهد إلى بكين كثاني زيارة رفيعة المستوى في أقل من عامين، بعد زيارة الملك سلمان التاريخية في العام 2017، وفي ذلك دلالة على حرص القيادتين على تعزيز وتطوير هذه الشراكة والارتقاء بها إلى آفاق أوسع للتعاون في كل المجالات. وجاءت زيارة ولي العهد إلى الصين، بعد نجاح المهمة الاستكشافية المشتركة بين الرياضوبكين للفضاء الخارجي العام 2018م، ما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون في مجالات أكثر تطوراً مما يضيف أبعاداً جديدة ومميزة في نوعية المشروعات والاستثمارات المشتركة في مجالات عدة؛ أهمها قطاع الطاقة، وكان آخرها مصفاة ياسرف النفطية التي افتتحها الملك سلمان والرئيس الصيني خلال زيارته الرياض، ويقدر إنتاجها بنحو 400 ألف برميل يوميًا. وتتمتع الصين بقدرات تكنولوجية عسكرية كبيرة ومتطورة، في وقت تسعى فيه المملكة لتعظيم قدراتها العسكرية ورفع نسبة المحتوى المحلي منها، ما يجعل من بكين شريكًا مهماً لدعم هذه الرؤية التي يتبناها ولي العهد من خلال نقل التقنيات الحديثة وتوطين المزيد من الصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا العالية. إن المحصلة الكلية لجولة سمو ولي العهد إيجابية بكل المعايير وقد حققت للمملكة مكاسب سياسية واقتصادية ضخمة، وبرزت خلال الجولة شخصية الأمير محمد بن سلمان كقائد شاب صاحب رؤية وفكر استراتيجي ورجل دولة جدير بالثقة والاحترام.