نفذ التحالف العربي إنزالا جويا رابعا لمد قبائل حجور بالسلاح والذخيرة للصمود في وجه عدوان الانقلابيين الحوثيين، يأتي هذا فيما استمرت المواجهات بين قبائل حجور وميليشيات الحوثي وقبائل حجور في مديرية كُشر بمحافظة حجة غربي اليمن، وبحسب مصادر ميدانية، شهدت الجبهة الشمالية الغربية مواجهات عنيفة بين الطرفين استمرت عدة ساعات وتركزت في قرية النامرة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، واندلعت المواجهات عقب اقتحام المتمردين للقرية وتفجير منازل المواطنين فيها. هذا فيما شهدت الجبهة الشرقية اشتباكات متقطعة، وسط استمرار قصف الحوثيين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على منازل السكان. هذا وقصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع للحوثيين شرق العبيسة. ويأتي ذلك، بعد أن تمكنت القبائل من قتل وإصابة العشرات من عناصر الحوثي ومن بينهم القيادي الحوثي عبدربه عايض هراش، نجل الشيخ عايض هراش من أبرز مشايخ مديرية خارف بمحافظة عمران، المحاذية لمديرية كشر بمحافظة حجة. وقالت مصادر ميدانية: إن الحوثيين يشنون هجوما على مواقع القبائل جنوبي وشرقي كشر، حيث تدور معارك عنيفة وسط قصف مدفعي وصاروخي غير مسبوق للميليشيات الانقلابية على القرى السكنية. إلى ذلك، تصاعدت حدة التوتر في مدينة الحديدة عقب تعثر تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار جراء رفض الحوثيين البدء بالانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى بموجب الاتفاق. فقد شهدت الأطراف الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة تبادلا للنيران بين الانقلابيين وقوات المقاومة المشتركة، وامتد تبادل القصف والنيران إلى الدريهمي والتحيتا وحيس في ريف محافظة الحديدة. وقالت مصادر يمنية بصنعاء: إن المبعوث الدولي مارتن غريفيث ورئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد أكدا للقيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي، أنه لا مناص من تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار، لكن بقاء غريفيث ثلاثة أيّام بصنعاء يؤكد أنه لم يحصل على أي تأكيدات جديدة أو يحقق أَي اختراق مع الانقلابيين الذين عرقلوا تنفيذ الاتفاق أكثر من مرة. هذا وتوجه غريفيث أمس الخميس إلى الرياض للقاء مسؤولين في الحكومة اليمنية. من جانب آخر، أفادت مصادر يمنية بارتفاع عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية التي تحتجزها ميليشيات الحوثي في مدينة إب إلى 35 شاحنة. وأفادت المصادر أن بعض هذه الشاحنات تخص منظمة اليونيسيف وأخرى تابعة للمنظمة الطبية الدولية، وأرجعت المصادر الأسباب الحقيقية للاحتجاز إلى أن المواد الإغاثية قدمت عبر ميناء عدن ومنه عبر العاصمة المؤقتة عدن ولم تأتِ عبر ميناء الحديدة، حيث يضغط وزير الصحة في حكومة الانقلاب على منظمة اليونيسيف تحديداً تقديم مساعداتها الإغاثية القادمة إلى المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الميليشيا عبر ميناء الحديدة غرب اليمن وليس عبر ميناء عدن. على صعيد آخر أفادت مصادر يمنية مطلعة أن زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية وجه قيادة ما يسمى "المجلس السياسي" بزعامة مهدي المشاط والقيادات الميدانية والمشرفين الحوثيين على مستوى المحافظات والمديريات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، بعمل خطة سريعة لتفعيل ما تسمى ب"وثيقة الشرف القبلية الحوثية" والبدء خلال الأيام المقبلة بالإجراءات التنفيذية، كمحاولة أخيرة يائسة من الميليشيا الانقلابية لتفكيك القبيلة اليمنية وإغراقها في صراعات بينية وضمان عدم انفجار القبائل في وجه الجماعة جراء تراكم الاحتقان الشعبي ضدها. ووفقا لمصادر يمنية فإن الحوثي يبدي تخوفه من أن "القبائل لن تنسى مشاهد الإهانة والإذلال التي تعرضت لها على يد عناصره، وأصبح لديها قابلية كبيرة للانضمام والالتحاق بالمقاومة القبلية على نحو يرشح تصاعد مقاومة حجور واتساع رقعتها وإمكانية امتدادها إلى محافظات أخرى، لاسيما عمران وصنعاء" داعيا إلى سرعة تفعيل الإجراءات التنفيذية لما تسمى "وثيقة الشرف القبلية" التي تستبيح دماء رجال القبائل الذين يعارضون الحرب الانقلابية ويرفضون مساندة الجماعة ورفد مليشياتها في جبهات القتال بوصفهم "خونة وعملاء" ما يعني ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات وتنفيذ إعدامات تحت ذريعة "تأمين الجبهة الداخلية" حسبما تنص الوثيقة. ويقول مراقبون يمنيون: إن مساعي تفعيل تلك الوثيقة لن يكتب لها النجاح بل إنها سترتد عليها وستشكل مقدمة لتجريم الحركة الحوثية بوصفها ميليشيا إجرامية وأيديولوجيا فاشية وإرهابية تدعو إلى إعدام كل من لا ينتمي إليها، كما اعتبروا تلك المساعي الحوثية مؤشرا جديدا على انحسار خيارات الجماعة وانعكاسا للهزيمة ورعبها من السقوط القريب.