تمهد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للصين أكبر الفرص لدفع خطط شركة "سابك" لتوسعة تحالفاتها مع أكبر شريك صيني للنفط والبتروكيميائيات شركة "ساينوبك" لتفرض"سابك" منافسة أقوى إنتاجاً ومبيعات في عمق السوق الصيني دون التكاليف الشحن الكبيرة والطويلة تخطط "سابك" بالفعل توسعة مشروعاتها البتروكيميائية المشتركة في الصين وتشييد مصانع ومشروعات جديدة بالتضامن مع حليفتها شركة "ساينوبك" وتشمل إقامة ثلاثة مشروعات جديدة بتكلفة تقديرية تصل إلى 15 مليار ريال تتضمن مشروعين في الصين أحدهما توسعة لمشروع "تيانجين" والآخر مشروع للبولي كاربونيت والثالث من المخطط تنفيذه في المملكة. ويعمل التحالف السعودي الروسي القوي بين "سابك" و"ساينوبك"على التخطيط لتوسعة أكبر شركات "سابك" في الصين شركة "ساينوبك سابك تيانجين" للبتروكيميائيات لرفع الطاقة الإنتاجية لوحدة تكسير الإيثيلين من مليون طن إلى 1,3 مليون طن مدعمة بزيارة ولي العهد والتسهيلات للحصول على موافقة السلطات البيئية في الصين على التوسعة التي من المخطط أن تبدأ البناء في وقت لاحق من هذا العام بتكلفة 222 مليون دولار، ما يعادل 833 مليون ريال وفق مصادر "ساينوبك" في الصين. وتأتي التوسعة في إطار أضخم مجمع للبتروكيميائيات بالصين البالغة طاقته الحالية 3.2 ملايين طن متري سنوياً من البتروكيماويات المختلفة التي تتزعم إنتاجها "سابك" في العالم وتشمل الإيثيلين، والبولي إيثيلين، وجلايكول الإيثيلين، والبولي بروبلين، والبيوتاديين، والفينول، والبيوتين-1، وزيت الوقود، والأسيتون، والبنزين المهدرج، ومثيل ثالثي بوتيل الأثير، وبحجم استثمار بلغ 10.125 مليارات ريال ما يعادل 2.7 مليار دولار، إضافة إلى مجمع إنتاج البولي كاربونيت بقيمة استثمارية تبلغ 6.3 مليارات ريال حيث تمضي الشركة سريعاً لمضاعفة حجم تلك الاستثمارات، في وقت تشكل السوق الصينية بالنسبة لسابك ركيزة أساسية في مبيعاتها منذ 30 عاماً. في حين تجري حالياً أعمال بناء مصنع آخر جديد لإنتاج البولي كربونات في إقليم تيانجين في الصين بقيمة إجمالية تبلغ 1.7 مليار دولار وهو تابع لشركة "ساينوبك سابك تيانجين" وسيعمل بطاقة إنتاجية سنوية قدرها 260 ألف طن متري، ومن المتوقع بدء تشغيله في عام 2020. وتشمل الخطط سعي "سابك" ضمن اتفاقيات توسع موقعة مع شركائها الصينيين لإنشاء مشروعات بتروكيميائية مشتركة في الصين والمملكة بما يخدم قطاع الصناعة العالمي المتنامي ولا سيما في تطوير صناعة السيارات، والإلكترونيات، والإضاءة، وقطاع التشييد والبناء، والتعبئة والتغليف، والأجهزة والمعدات الطبية وغيرها، في وقت تحرص "سابك" على مواصلة دراسة مشروعات استراتيجية تسهم في مواصلة جهودها في المشاركة بتحقيق النمو في الصين، وتحقيق مساعي الشركة الحثيثة وأهداف استراتيجيتها للعام 2025م بما يتسق مع رؤية المملكة 2030. وتشمل خطط "سابك" توسعة عملياتها في الصين الممتدة حالياً في 11 مدينة صينية، بما في ذلك مكاتب المبيعات والمواقع التصنيعية الثلاثة ومشروعها المشترك مع شركة "ساينوبك"، ومركزها التقني في شنغهاي، ويعمل بها جميعاً 1300 موظف، وتشكل هذه المنظومة قاعدة قوية وأساس متين لإنفاذ خطط "سابك" لتزويد السوق الصيني بأكثر من سبعة ملايين طن سنوياً من المواد الكيماوية، في وقت تمثل أعمال "سابك" في الصين نسبة 56 % من حجم أعمال الشركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما تمثل نسبة 15 % من إجمال أعمالها العالمية. في حين تعجل زيارة ولي العهد الاتفاقيات مع الجانب الصيني حول مشروعات مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مع شركة "بان آسيا" الصينية في أولى مشروعاتها ىالعملاقة في الصين حيث تنفذ مشروع للبتروكيميائيات بتكلفة 14,5 مليار ريال لإنتاج 2.5 مليون طن متري سنوياً من حمض التريفثاليك النقي، و200 ألف طن من البلاستيك الهندسي، و200 ألف طن من ألياف البوليستر، وفضلت الشركة الصينيةجازان لموقعها الفريد جنوبالبحر الأحمر الذي يربط المملكة بكافة قارات العالم وتعبره نحو 20 ألف سفينة سنوياً واستفادة المشروع من انخفاض الضرائب وتكاليف الأرض والطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي، وقربه أيضاً من مصادر المواد الخام وأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستورد وحدها ثلاثة ملايين طن من منطقة التجارة التفضيلية سنوياً. في وقت حققت مدينة جازان الصناعية نجاحاً في تعزيز ترسانة المملكة للحديد والصلب وقوة نفاذ منتجاتها للأسواق العالمية حيث ضخت جازان طاقات جديدة من حديد وصلب المملكة للأسواق العالمية بطاقة 1.5 مليون طن كانت باكورة صادراتها من مرفأ جازان إلى قارة أفريقيا، مدعومة بقرار السماح لشركات الحديد بالمملكة لتصدير منتجاتها، حيث شكلت شحنات جازان من منتجات الحديد للأسواق العالمية ثقلاً كبيراً في خضم المنافسة الإقليمية الملتهبة حالياً. من جانبه ثمن يوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي الاتفاقيات مع الصين لرفع وتيرة التعاون الأعمق مع الصين وشركاتها العملاقة في هندسة وبناء ولإدارة أكبر المجمعات البتروكيميائية والمصافي المدمجة ومنها "ساينوبك"، مشيراً للفرص التاريخية للشركاء في البلدين في ضمان نجاح وموثوقية مشروعاتهما المشتركة الحالية والمخطط لها حيث شكلت السوق الصينية بالنسبة ل "سابك" ركيزة أساسية في مبيعاتها منذ 30 عاماً، وسوف ندخل منعطفاً جديداً في هذه العلاقة الاستراتيجية، ونبني على نجاحات سابقة، من خلال مشروعات استراتيجية واعدة، تسهم في تحقيق خطط قيادتي البلدين الحكيمتين، وتلبي طموح الشعبين الصيني والسعودي". مجمع سابك ساينوبك في الصين وخطط للتوسع قريباً