استقبلت مدينة شرم الشيخ قادة الدول العربية والأوروبية المشاركين في القمة العربية والأوروبية التاريخية، واهتمت وسائل الإعلام الدولية والعربية بمشاركة خادم الحرمين الشريفين في قمة شرم الشيخ باعتبار المملكة ومصر جناحي الأمة العربية، ما يعكس الثقل الدولي للمملكة وأهمية ودلالة حضور الملك سلمان -حفظه الله- للقمة رئيساً لوفد المملكة، واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي حملات للترحيب بزيارة الملك لمصر، وحمل هاشتاق #الملكسلمانفي_مصر رسائل عديدة من قلوب الأشقاء المصريين الذين عبروا عن حبهم للمملكة قيادة وشعباً، معتبرين زيارة خادم الحرمين ليس لحضور القمة العربية الأوروبية فقط، بل تقديرا لمكانة مصر والمصريين وشقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسي. ويدرك العالم أن المملكة ومصر اللتين تجمعهما مسارات الالتقاء بين أكبر قارتين (آسيا وإفريقيا) بينهما تنسيق كامل على مستوى جميع الملفات، ويعزز هذا التنسيق التعاون المشترك على أرض الواقع والذي يتضح جلياً في وقوف المملكة إلى جانب مصر جنباً إلى جنب في أزماتها خلال السنوات الأخيرة، وكذلك الدعم الدبلوماسي من الجانب المصري في المنصات الدولية لمواقف المملكة القومية ومساعيها في الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وكذلك المساهمة في حل النزاعات؛ سواء النزاعات الإقليمية في سورية وليبيا واليمن أو القضية الفلسطينية أو الهجرة غير الشرعية، التي باتت تقض مضاجع أوروبا. وتأكيداً على انفتاح السعودية على دول قارة أوروبا، يأتي الملف الأبرز والرابط بين القمة العربية الأوروبية المنعقدة حاليا ومساعي الشراكة العربية الأوروبية وما يتسق مع الرؤية المستقبلية ضمن استراتيجية 2030 في كلا البلدين؛ وهو إنشاء جسر "الملك سلمان" الذي يربط البلدين والقارتين، ومن ثمَّ يقود إلى قارة "أوروبا"، والذي قال عنها الملك سلمان -حفظه الله-: "إن هذه الخطوة التاريخية المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والإفريقية، تُعدّ نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذًا دوليًّا للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسيًّاً للمسافرين من الحجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة". وتأتي دائماً الجهود السعودية في دعم الدول الفقيرة واستيعاب اللاجئين، كأحد أبرز المحاور الرئيسية في مثل هذه القمم الدولية، في إطار التوافق بين اهتمام المملكة البالغ بالملفات والقضايا ذات الأهمية العربية والدولية وحرصها على تدشين حوار عربي أوروبي يعني ببلورة الحلول والرؤى تجاه القضايا المشتركة.