مثل هذا العمل هو أحد مصادر قوتنا الناعمة التي تحتاج إلى تعزيز، حتى لا يستغل الإعلام السياسي المعادي أحداثاً فردية سلبية يسلط عليها الضوء ويعمد إلى تضخيمها وجعلها سمة للمجتمع ونمط حياة.. في دفتر الذاكرة أسترجع فيلماً كان يعرض لزائري ديزني لاند في لوس أنجلس. فيلم صامت معد بطريقة فنية عالية يستعرض المواقع الطبيعية والمناظر الخلابة من مناطق مختلفة في أميركا. الفيلم كان بعنوان (أميركا الجميلة). فكرة مقال اليوم هي إنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن بلادنا من جوانب غير سياسية تحت عنوان (مملكتنا الجميلة). الفرق بين هذا الفيلم المقترح والفيلم الأميركي أن الفيلم المقترح سيكون عن الجوانب التنموية والإنسانية والاجتماعية وليس عن الطبيعة. فيلم يستهدف بالدرجة الأولى المشاهد غير السعودي، ويقدم الجوانب الجميلة المجهولة عن المملكة بلغة الحقائق والأرقام وبأساليب غير دعائية، وبلغات عالمية. هو فيلم عن الإنسان السعودي، تاريخه وثقافته وقيمه وإنجازاته وإبداعاته في كل مجال. في تصوري أن هذا الفيلم سوف يسلط الضوء على حقائق يجهلها الآخر بسبب تأثير القضايا السياسية التي لا تستقر على حال. وسأستعرض هنا بعض الجوانب الجميلة -على سبيل المثال وليس الحصر- التي سيتطرق لها الفيلم المقترح: * خدمة الحرمين، والحجاج والمعتمرين وتسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية لهذا العمل الجليل، وإبراز ما تحقق في هذا المجال من تطور في الإدارة والخدمات ومشروعات التوسعة. * المراحل التي مرت بها المملكة منذ التأسيس مروراً بالوحدة الوطنية النموذجية في المنطقة وصولاً إلى رؤية 2030. * ما تحقق في الطريق إلى الرؤية من تقدم في المجالات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية كان أحدثها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية. * المشروعات والبرامج الإنسانية داخل وخارج المملكة. المملكة رائدة في العمل الإنساني، على سبيل المثال: قدمت المملكة للدول والشعوب المنكوبة منذ عام 1996 حتى 2018 أكثر من 86 مليار دولار. * تحديث وإصدار الأنظمة واللوائح التي تحارب العنف والعنصرية والتحرش، والفساد، وتعزز مفاهيم وممارسات حقوق الإنسان. * محاربة الإرهاب أمنياً وفكرياً، والتعريف بتجربة المملكة في الوقاية والإصلاح، وكذلك جهود المملكة في مكافحة المخدرات. * البعثات الدراسية إلى جامعات خارجية في دول مختلفة. * التوسع في فرص العمل المتاحة للمرأة، وتنامي دورها ومشاركتها في البناء والتنمية، وتولي المراكز القيادية. * الحياة الاجتماعية والأمن. * تنامي دور المسؤولية الاجتماعية لقطاعات الدولة المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة في مجالات مختلفة، وتنامي دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع. * استثمار مقدرات الدولة في التنمية البشرية والرعاية الصحية وتوفير الحياة الآمنة الكريمة، وإبراز ما تخصصه المملكة في ميزانيتها لقطاعي التعليم والصحة على سبيل المثال، وكذلك إنشاء الجامعات في مختلف مناطق المملكة. * تشجيع البحوث العلمية عن طريق الجوائز العالمية، والمحلية. ودعم ميزانية البحوث في الجامعات، وإنشاء مراكز للأبحاث. * تطوير الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة. * تأسيس وتطوير الجمعيات العلمية المهنية في مجالات مختلفة. * الرعاية التي تقدمها الدولة في إطار التنمية الاجتماعية مثل الرعاية والإعانات الاجتماعية للأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية الأحداث، والضمان الاجتماعي. * التنمية الإدارية ورحلة التطور في هذا المجال، ومنها تطوير القضاء، وتطوير الخدمات الإلكترونية، وإنشاء المركز الوطني لتقييم الأداء. * حوار الحضارات والأديان والدور القيادي في تعزيز التعاون الإنساني الدولي، وثقافة التسامح. * الفعاليات الثقافية والاجتماعية وما صاحبها من تطور في الكم والكيف. * ما تحقق من تقدم في المجال السياحي والمحافظة على التراث الوطني. * ما تحقق من تقدم في مجال النقل والمواصلات وصولاً إلى مشروعات المترو والقطارات. هذا الفيلم الوثائقي الشامل المقترح يحتاج إلى إعداد احترافي قوي من حيث النص والإخراج بما يحقق له الجاذبية والتأثير والأهداف التي أعد من أجلها، هذا الفيلم هو أحد مصادر قوتنا الناعمة التي تحتاج إلى تعزيز حتى لا يستغل الإعلام السياسي المعادي أحداثاً فردية سلبية يسلط عليها الضوء ويعمد إلى تضخيمها وجعلها سمة للمجتمع ونمط حياة.