رحبت باكستان حكومة وشعباً بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع، في وقت يلوح في أفق المنطقة وتحديداً بين الجارتين باكستانوالهند نوع من عدم الاستقرار والتصاعد السياسي المتوتر وتبادل تهم الاعتداءات والتهديدات والتي تؤمل الدولتان أن تكون لزيارة سمو ولي العهد دور محوري في استعادة الاستقرار للمنطقة وإضفاء الأمن والأمان لشعبيهما وازدهارهما السياسي والاقتصادي والاستثماري والصناعي والاجتماعي وتعزيز العلاقات العسكرية الدفاعية والصناعية بين المملكة وباكستان اللتين أضحتا تشكلان ثقلاً سياسياً واستراتيجياً واستثمارياً قوياً في المنظومة العالمية، فيما تستهدف المملكة ازدهارا ونماء للمنطقة بأسرها، لتصبح أكثر جذباً وأقوى وجهة ومقصداً لكبريات الشركات السعودية الرائدة في مختلف الصناعات الاستراتيجية والحيوية والتكنولوجية لإقامة أكبر التحالفات الصناعية المرتقبة بين البلدين. في وقت أعلن المسؤولون الباكستانيون أن المملكة ستعلن عن ثماني اتفاقيات استثمارية من بينها بناء وتطوير مجمع لتكرير النفط والبتروكيميائيات بتكلفة تقدر بحوالي 10 مليارات دولار من المقرر إقامته في مدينة جوادر الساحلية والتي تخضع حالياً لأعمال تطويرية هائلة في البنية التحتية وخدمات الطاقة والموانئ والتي ستهيئ لأكبر الاستثمارات السعودية في المنطقة اعتماداً على خبرات وتقنيات أكبر منتج ومورد للنفط الخام ومشتقاته في العالم شركة "أرامكو السعودية" وشركاتها التابعة للطاقة والتجارة والتي تملك نفوذا قويا في القارة الآسيوية بأكملها. وتسعى شركة "أرامكو" إلى تعزيز قاعدة عملائها وحصتها وزيادة بصمتها في صناعة النفط والتكرير والبتروكيميائيات الآسيوية بما يمنحها استراتيجية راسخة لتوفر أمن الطلب على الخام السعودي وتمكن الشركة من المشاركة في هوامش الاقتصاد الباكستاني، في وقت ستكون استثمارات شركة أرامكو في باكستان هي الأحدث في فورة أعمال التكرير للشركة في مختلف أنحاء القارة الآسيوية والتي يبلغ عددها الآن سواء القائمة أو في مرحلة التصميم أو التخطيط 12 مجمعاً للغاز والتكرير والبتروكيميائيات أربعة منها في الصين، واثنان في كوريا الجنوبية، وأخرى في اليابان وماليزيا وإندونيسيا والهند وروسيا وأخيراً في باكستان. في وقت تتطلع أرامكو إلى عمليات استحواذ حصص في مشروعات أخرى في آسيا واستحواذ على مراكز أسهم في شركات التكرير بأكملها حيث تهدف أرامكو إلى امتلاك حصص في أصول التكرير بطاقة إنتاجية تتراوح بين 8 ملايين و10 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2028. وكانت أرامكو قد نجحت في آخر صفقاتها الآسيوية في شراء حصص لإحدى شركات تكرير النفط الكورية الجنوبية التابعة لمجموعة هيونداي للصناعات الثقيلة وفق صفقة بقيمة 1,6 مليار دولار تمثل استحواذ شركة "أرامكو" على حصة قصوى تبلغ 19.9 % في "هيونداي أويل بنك". وتأتي استثمارات أرامكو المرتقبة في باكستان بعد أن نجحت أخيراً في تعزيز حضورها في أقصى شرق آسيا في كوريا الجنوبية وقربها من عملائها في أكبر مناطق استهلاك النفط ومشتقاته في العالم، إضافة إلى تعظيم استثماراتها في شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية "إس أويل" والتي تمتلكها "أرامكو" بنسبة أغلبية 63.4 %، بعد تمكنها من الاستحواذ على حصص إضافية في الآونة الأخيرة بقيمة (2) مليار دولار وهي ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية بطاقة 670 ألف برميل يومياً حيث تخطط أرامكو لرفع كفاءة التشغيل وتنويع مجموعة الأعمال لتنمية مبيعاتها وتحسين الربحية وذلك بعد ثلاث سنوات من التخطيط والأعمال الهندسية والإنشائية. في حين كان للهند الدولة الجارة المنافسة لباكستان حظوظ في جذب شركة أرامكو للمشاركة في بناء وتطوير مصفاة "راتناغيري" للتكرير والبتروكيميائيات في الهند بتكلفة 44 مليار دولار.