يؤخر استمرار وجود مدنيين في البقعة الأخيرة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شرق سورية، تقدم قوات سورية الديموقراطية لحسم المعركة غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن بيان مهم بشأن «القضاء على داعش» في غضون 24 ساعة، وبات التنظيم الارهابي محاصراً في جزء من بلدة الباغوز ومحيطها، ويقتصر تواجده وفق المرصد السوري لحقوق الانسان على أنفاق يتوارى داخلها. ومُني التنظيم الذي أعلن في 2014 السيطرة على مناطق واسعة سيطر عليها في سورية والعراق المجاور بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم. وأشار المتحدث باسم حملة قوات سورية الديموقراطية «قسد» في دير الزور عدنان عفرين السبت إلى وجود مدنيين «بأعداد كبيرة» في البقعة الأخيرة تحت سيطرة التنظيم، وأوضح أنهم «نساء وأطفال من عوائل داعش، وموجودون في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق». وقال عفرين إن «هذه كانت المفاجئة الكبرى لنا. لم نتوقع هذا العدد وإلا لما كنا استأنفنا الحملة» السبت الماضي، وبدأت هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن السبت الماضي هجومها الأخير ضد الارهابيين، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج. وأوضح عفرين أن البحث «لا يزال جارياً عن الأنفاق ويتم التعامل معها بطرق متعددة منها الإغلاق أو التفجير». وأشار الى أن «الحملة لم تتوقف لكن الضرب العشوائي توقف» لافتاً الى أن «مقاتلي داعش يختبئون بين المدنيين، بعدما خلعوا اللباس العسكري وارتدوا اللباس المدني». وأشار مدير المركز الاعلامي لقوات سورية الديموقراطية مصطفى بالي السبت إلى أن قواتهم تعمل على اجلاء من تبقى من مدنيين داخل الباغوز، لافتاً الى أن مدنيين «يحاولون الخروج من دون أن يتمكنوا من ذلك»، ويقتصر وجود التنظيم حالياً وفق المرصد السوري لحقوق الانسان «على العناصر المتوارين ضمن الأنفاق» التي حفروها خلال سيطرتهم على هذا الجيب. ويعيق وجود المدنيين بالإضافة إلى الألغام والأنفاق الكثيرة التي يختبئ فيها المسلحين تقدم «قسد» لحسم المعركة. كما خفف التحالف الدولي من وتيرة ضرباته الجوية على الجيب الأخير للتنظيم. ويتم نقل المدنيين وبينهم الكثير من زوجات وأطفال المسلحين الى مخيمات في شمال البلاد، بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة الباغوز، فيما يجري توقيف المشتبه بانتمائهم للتنظيم الارهابي. وامتنع كل من عفرين وبالي عن التعليق على تصريحات ترمب، الذي كرر في الأسبوعين الماضيين تأكيده أنه سيصار الى الاعلان عن انتهاء «داعش» واستعادة كامل الأراضي تحت سيطرة التنظيم خلال أسبوع، ويمهد إعلان الانتصار رسمياً على التنظيم، الطريق أمام ترمب لتنفيذ قراره بسحب كل القوات الأميركية من شمال سورية، الذي شكل مفاجآة لحلفائه الغربيين والمقاتلين الأكراد الذين أبدوا خشيتهم من أن يسمح القرار لأنقرة بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم ضد مناطق سيطرتهم قرب الحدود.