ما هذا الشتاء الدافئ الذي خرج لنا من طنطورة؟! شتاء يتنفس الحرية، الحب والجمال وأكثر من ذلك السلام. شتاء قال للعالم إن السعودية خضراء، بقلوب من يسكنها.. حيث العطش إلى الفن والثقافة، العطش إلى الحياة، والارتواء منها. تزهر الصحراء في طنطورة.. وتورد وتفتح ذراعيها تستقبل العالم.. بحنان كل بقاع الأرض. منذ ما يزيد على الشهر ومسرح عشتار تغرد فيه كل الأصوات العذبة من حول العالم.. تعزف وتغني لنغني جميعنا معهم. نراقب شتاء طنطورة.. ونحن نحلم أن تكون كل فصول العام شتاء طنطورة. كل يوم نتابع أخبار طنطورة.. وتصم آذاننا عن كل الفنون إلا الأصوات العذبة المنبعثة من العلا. السعودية ككل الأراضي.. تتكلم بلغة الكلمة الحلوة وباللحن الشجي وتصدع الموسيقى بكل رشاقة وعذوبة وجمال فيها. نحن كما كل العالم، نتذوق ونطرب، وننشد ونغني، ولنا روح محبة للحياة والبقاء.. نتمايل ونصفق ونشدو مع الشادي، تطير أرواحنا وتتوق للحظات السعيدة، نثمن قيمة الفرح والابتهاج وننشره للعالم من حولنا، نجوب العالم من حولنا نذهب إلى بلادهم، ونستقبلهم في بلادنا. نحن كما العالم.. بشر فينا من النقاء والصفاء ما يغطي كل الأرض.. ويفيض. وها هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- هذا الأسبوع يتوج الإنجاز والإبداع حين حول شتاء منطقة الشمال إلى دفء وطني، فقد كنا على موعد مع محافظة العلا موطن الآثار في شمال المملكة، وملتقى العديد من الحضارات القديمة عندما دشن -حفظه الله- رؤية العلا وهي جزء من رؤية المملكة 2030.. دمج المكان بالبشر.. من خلال المحافظة على التراث بكافة أنواعه. إن تطوير محافظة العلا من خلال رؤيتها هو ما يؤكد حرص القيادة على إبراز كل منطقة من مناطق المملكة بما تملك من خيرات ومقومات وطاقات بشرية مع شراكات عالمية تنهض بكنوز الوطن. جاء الخير على هيئة سياحة وتراث، ثقافة ومعرفة، فنون وترفيه، وأكثر من ذلك في كنوز وطنية أُخرجت لنا من قيادة تخطط وذات رؤية طموحة واعدة.. هدفها الأول وهمها الأكبر هذه الأرض وأبناؤها، ولكن المحافظة عليها وتطويرها والعمل على استدامتها هي مسؤولية أبناء المنطقة الأوفياء المخلصين.. ويتشاركون مع أبناء الوطن في كل الجهات في هذا الوطن. الأرض من تحتنا والسماء من فوقنا والعمار هو رسالتنا والخيرات هي وسيلتنا والإنسان هو هدفنا.. هذه هي السعودية العظمى.