الجميلُ إلى الجميلِ.. يميل.. والأغنية حين يشدو بها مطرب أو مطربة، وتكون كلماتها جميلة، وصوت مغنيها رائعاً، وألحان ملحنها مبدعة، فإن هذه الأغنية تصبح ذات شخصية مستقلة.. قطعة من الجمال واحدة.. ذائب شعرها في صوتها في أعماق لحنها كما ذاب عطر الوردة في أكمامها.. إنك لا تستطيع الفصل بين الوردة وعطرها.. ولا تريد.. كذلك لا تستطيع فصل صوت المطربة.. وشعرها.. ولا تريد.. أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني وكما يسير الشعر العربي مسير الشمس إذا شدا به صوت رائع.. كذلك يسري الشعر الشعبي في خلايا الوجدان إذا كان الشاعر موهوباً والمُغني محبوباً.. يقول ابن لعبون وغناها عوض دوخي وسلامة العبدالله محمد عبدة ومطربون آخرون: ياذا الحمام اللي سجع بلحون وش بك على عيني تبكيها ذكرتني عصر مضى وفنون قبلك دروب الغي ناسيها هلي يلوموني ولا يدرون والنار تحرق رجل واطيها لا تطري الفرقى على المحزون ما اداني الفرقى وطاريها اربع بناجر في يد المزيون توه ضحي العيد شاريها عمره ثمان مع عشر مضمون مشي الحمام الراعبي فيها يامن يباصرني انا مفتون روحي ترى فيها الذي فيها ومن الولع والحب انا مجنون ياناس انا وش حيلتي فيها يامن يعاوني على الغليون والدله الصفرا مراكيها ستة بناجر وأربعة يزهون وان اقبلت فالنور غاشيها نزار ونجاة صوت نجاة الصغيرة مميز في الغناء العربي كله، قديمه وحديثه، ليس في قوة صوت أم كلثوم ولكنه أكثر أنوثة ورقة، صوت يكاد يغني وحده.. بلا شعر.. ولا شاعر.. بلا لحن.. ولا موسيقى.. فكيف إذا شدا هذا الصوت الأنثوي الرقيق بشعر ناعم مُعطر برائحة الأنوثة مضمخ بأنفاس العشق والعاشقين، كأشعار نزار قباني التي كتبها على لسان أنثى وغنَّتها نجاة الصغيرة بصوتها الساحر: اسألك الرحيلا «لنفترق قليلا.. لخير هذا الحبِّ، يا حبيبي.. وخيرنا.. لنفترق قليلا.. لأنني أريد أن تزيد في محبتي أريد أن تكرهني قليلاً..! بحق ما لدينا.. من ذكر غالية كان على كلينا بحق حب رائع ما زال منقوشاً على فمينا.. ما زال محفوراً على يدينا.. بحق ما كتبته إليَّ من رسائل ووجهك المزروع مثل وردة في داخلي وحبِّك الباقي على شعري.. على أناملي بحق ذكرياتنا.. وحزننا الجميل وابتسامنا بحق أحلى قصة للحب في حياتنا أسألك الرحيلا..! لنفترق أحبابا.. فالطير كل موسم تفارق الهضابا.. والشمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا كن في حياتي الشك والعذابا كن مرة أسطورة كن مرة عذابا.. وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا من أجل حب رائع يسكن منا القلب والأهدابا وكي أكون دائماً جميلة وكي تكون أكثر اقترابا أسألك الذهابا..! لنفترق ونحن عاشقان لنفترق برغم كل الحب والحنان فمن خلال الدمع يا حبيبي أريد أن تراني! ومن خلال النار والدخان أريد أن تراني لنحترق لنبك يا حبيبي فقد نسيتا نعمة البكاء من زمان ومن كلمات محمد السويلم وغناها سلامة العبدالله (رحمهما الله): «أرسلت لك يا عزوتي كم مرسول وابطا جوابك يا حبيبي عليه يحّول انا من بدة الناس يحوَّل حظي معك دايم عزومه رديه يا ليت منهو يا هوى البال مقول عندك بصف اللي لهم قابليه ارجي لعل الحب ينقاد بسهول ويحطه الله بيننا بالسويه مسكين من هو من هل الحب مقتول يشكي ولكن ما تفيد الشكيه سلامة العبدالله محمد السويلم نزار قباني