أكد المراسل الحربي محمد العرب ل «الرياض» أن الإعلام الحربي من أصعب أنواع العمل الإعلامي، ويحتاج إلى خبرة متراكمة وشجاعة ودراية ومعرفة بطبيعة الجيوش وترتيب الأسلحة واستخدام المفردات المناسبة بالوقت المناسب وكثير من المهارات الميدانية التي تُكتسب بالخبرة. مضيفاً بأن الصعوبات التي واجهته في الميدان كثيرة ومعقدة منها التركيبة الاجتماعية للبلد الذي يقوم المراسل الحربي بتغطية الأحداث فيه، إضافة إلى تركيبة الجيش والأطراف المتنازعة. محمد العرب الإعلامي البحريني المختص بالإعلام الحربي، وكبير مراسلي قناة سكاي نيوز عربية، ورئيس منظمة المراسلين العرب في لندن. امتد تاريخه الصحفي لأكثر من 25 عاماً شارك خلالها في العديد من الحروب في كل من أفغانستان وباكستان والصومال وفلسطين، واتخذ من منبر قناة العربية وسيلة قوية لكشف الكثير من الحقائق، قبل أن ينتقل إلى قناة سكاي نيوز عربية في أبوظبي ويشتهر بعبارته «نحن هنا أين أنتم؟»؛ قال إن تواجده في الخطوط الأمامية للمعركة لم يكن إجبارياً تفرضه إدارة القناة من منطلق وظيفي محض: «ولا توجد قناة تستطيع أن تجبر المراسل أن يبلغ هذا العمق في الجبهة، والكثير من المراسلين في علمنا العربي يكتفون بالتواجد في الخطوط الخلفية، ولكني أفعل ذلك لأني أحب كشف الحقيقة بنفسي وأرى أن هذا المستوى يكسب المراسل احترام الجمهور، ويعطي رسالته الإعلامية قوة أكبر بحكم قربه من الحدث. لقد علمتني الحروب أن أسمع كل ما يقوله الناس ولا أصدق إلا ما تراه عيني، لذلك أحب أن أكون قريباً من الحدث حتى أستطيع الوصول إلى الحقيقة ومن ثم محاولة إيصالها للناس بكل صدق وموضوعية». وعن سبب ارتدائه البدلة العسكرية، أوضح العرب أن ارتداء هذه الملابس أكثر أمناً «لأن المراسل الحربي لا يجب أن يميز نفسه عن الجنود وخاصة في حرب عاصفة الحزم، لأن المليشيات الحوثية الانقلابية تحرص على استهداف الإعلاميين لأن الكاميرا عدوهم الأول»؛ وعن شعار «نحن هنا أين أنتم؟»، قال العرب: «هذا الشعار جاء للرد على الإعلام المضلل إعلام الدوحة وطهران والحوثيين، فهم يكذبون كثيراً وينشرون أخباراً مغلوطة فكنت أذهب إلى نفس المكان وأقول لهم «نحن هنا أين أنتم؟» لفضح أكاذيبهم وتضليلهم، كما أنها تعتبر رسالة تحفيزية للصحفيين الحربيين لرفع معنوياتهم أننا متواجدون في الخطوط الأمامية لنقل الحقيقة». وأوضح العرب أن المراسل الحربي العربي تنقصه عدة أمور أهمها التدريب والخبرة والتخصص فضلاً عن إيمانه بالقضية «فلا بد أن يكون صحفياً متمرساً حتى يستطيع نقل الحقيقة وإقناع المشاهد، كما أن التخصص سر التميز فهناك صحفي اقتصادي وصحفي سياسي وصحفي ثقافي، ومراسل حربي، فالصحفي السياسي لن يستطيع أن يكون صحفياً حربياً والعكس». وعن سبب انتقاله من قناة العربية إلى سكاي نيوز أبوظبي قال العرب: إن «العمل الصحفي هو عمل إبداعي، لذلك احتجت إلى بيئة تكون فيها الضغوط أقل، ولهذا انتقلت من العربية إلى سكاي نيوز، ومع ذلك فأنا مدين للعربية والحدث وmbc في البداية، وفي نفس الوقت مدين لقناة سكاي نيوز عربية لأنها منحتني فرصة متكاملة يحلم بها أي صحفي تجاوز مرحلة كتابة الاسم إلى مرحلة الانتشار، لذلك سكاي نيوز تعتبر بيتي الأول ولن أغادرها نهائياً». مبيناً بأنه رغم كل النجاح الذي حققه إلا أن هناك ألماً لا يستطيع تجاوزه هو «عندما أفقد أحد أعضاء فريقي أو أحد أصدقائي، ولقد فقدت الكثير من أصدقائي أثناء الحرب التي جعلتني أقرب إلى الله لأنني أرى الموت يومياً أمام عيني».