روحاني «مخادع».. وخامنئي دق ناقوس الخطر في 2018 منذ الحرب العالمية الثانية لم يشهد الشعب الإيراني مثل هذا الألم أكثر من 120 ألف إيراني دفعوا حياتهم للإطاحة بنظام الملالي قال حسين عابديني عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن النظام الإيراني واقع في مأزق مطبق؛ لأن السخط المتزايد قد وصل لدرجة كبيرة، وأدى القمع الشديد لنتائج معكوسة بالنسبة للنظام من جهة، ومن جهة أخرى فإن سياسات الوعود وحقن الأمل لم تعد مؤثرة أبدًا. وأضاف عابديني في حوار خاص ل"الرياض"، أن حكومة روحاني تدَّعى حالياً بأنها ستقدم سلة مساعدات للشعب المحتاج من أجل دعم الطبقات الضعيفة في هذه الأيام ولكن هذه الوعود وحتى هذه السلة المدعومة بدلًا من أن تزيد ثقة الشعب بهذا النظام فإنها تزيد من الغضب مثل صب الزيت على النار. وأشار عابديني إلى أن رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان يقول بأن قيمة السلع الأساسية ازدادت من 30 حتى 50 % وإن هذه الحيل المصطنعة لن تشفي آلام الشعب الذي اسودت حياته يومًا بعد يوم من الفقر والغلاء والبطالة. * بداية.. ما الهدف من مؤتمر وارسو المقرر عقده منتصف فبراير؟ * الهدف المعلن من هذا المؤتمر هو مواجهة إرهاب وسياسة نشر الحروب التي يتبعها النظام في المنطقة. ولهذه الغاية ستشارك عشرات الدول في مؤتمر وارسو ونحن نريد أن نظهر للعالم بأن هناك عزيمةً وجهودًا لتحسين ظروف الحياة وللإطاحة بالنظام الإرهابي في الشرق الأوسط. فهذا الكلام قالته المقاومة الإيرانية منذ اليوم الأول وسعت لتحقيقه أيضًا. * أدرجَ مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إيران ضمن قائمة وصفها ب"مجموعة دول الذئاب المارقة".. هل ترى أن النظام الإيراني يعيش الآن تحت ضغوط غير مسبوقة لتغيير أساليبها؟ * هذا مناخ جديد كليًا لأنه منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن لم يشهد الشعب الإيراني مثل هذا الألم والمعاناة الكبيرة الناجمة عن السياسات الأميركية، منذ الانقلاب الذي حصل ضد الدكتور مصدق حتى دعم جرائم الشاه في الأعوام الماضية حتى سياسات التغاضي التي اتبعتها أميركا وأوروبا خلال ال40 عاماً ماضية. قضية "إيران غيت" ووضع مجاهدي خلق على قوائم الإرهاب خلال فترة كلينتون والحقائق التي حدثت خلال فترة حكم بوش الابن وأوباما الذي اتبع سياسات مدمرة ليس بحق الشعب الإيراني فقط بل بحق شعوب المنطقة، كل هذا لم ننساه. * فشلت إيران مؤخراً في عملية إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء.. هل ترى أن عملية إطلاق القمر الصناعي تمثل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي يطالب النظام الإيراني بألَّا يجري أي نشاط متعلق بالصواريخ الباليستية؟ * في ظل الظروف التي وصل فيها اقتصاد النظام لمأزق كبير وتعطيل العديد من المشروعات العمرانية وخفض ميزانيات بعض الوزارات مثل وزارة التربية والتعليم، الطرق والنقل، الصحة والعلاج عامًا بعد عام شهدنا زيادة في ميزانية القوات القمعية وميزانية إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية. وكما نعلم فقد أدانت فرنسا الإطلاق الفاشل للقمر الصناعي الذي أطلقه النظام وحذرت من الاختبارات الصاروخية. نعم لقد أكدت المقاومة الإيرانية عدة مرات على أنه يجب على المجتمع الدولي دفع النظام الحاكم في إيران للامتثال لقرار الأممالمتحدة رقم 3321 المتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني وتطبيقه. وطبعًا هناك العديد من الدول ومن بينها أميركا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى قد أدانت الاختبارات الصاروخية للنظام معتبرة إياها مصدر قلق للمجتمع الدولي. وفي المظاهرات التي سيعقدها الإيرانيون في 8 فبراير في باريس سوف يدينون السياسات الصاروخية للنظام. * هل بالفعل النظام الإيراني يسعى وراء صاروخ موجه عابر للقارات ليمثل تهديدًا لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا؟ -نعم بالضبط. إن التهديد الذي شكله البرنامج الصاروخي للنظام قد دفع حتى بالحكومة الفرنسية التي كان من المقرر أن تقوم بإجراءات فيما يتعلق بآلية العمل الخاصة الأوروبية المعروفة بspv للتخفيف من العقوبات الموجهة ضد النظام أن تعلن على لسان وزير خارجيتها جان ايف لودريان بأنه إذا لم تصل المحادثات مع النظام حول برنامجه المتعلق بالصواريخ الباليستية لنتيجة فإنها ستقوم بتطبيق عقوبات بشكل حاسم ضد النظام. فالاختبارات الصاروخية للنظام لها هدفين مزدوجين، فللوهلة الأولى هو إجراء استعراضي من أجل الاستهلاك الداخلي ويخاطب فيه النظام قواته في الداخل ومرتزقته خارج الحدود التي أصبحت يائسة وفاقدة للمعنويات والأمل وتواجه الآن ظروفًا سياسية واجتماعية حالية وضربات قاسمة توجه واحدة تلو الأخرى نحو النظام. أما الهدف الآخر لهذه الاختبارات فهو اختبار ردة فعل الطرف المقابل. وفي المقابل فإن هذه الاختبارات لا تملك أي قيمة عسكرية أو عملياتية ولكن الحكومة الأميركية أظهرت من خلال إجراء رمزي ومعاقبة ستة مؤسسات مرتبطة بالمشروع الصاروخي الإيراني ردة فعل لتوصل رسالة للنظام بأنه لا يمكن تحمل أي عرض صاروخي للنظام. *أعلنت ألبانيا طرد السفير الإيراني لضلوعه في عملية إرهابية.. هل يؤدي الطرد المتكرر للدبلوماسيين الإيرانيين إلى عزلة عالمية لطهران؟ * بالضبط كما تفضلتم ونحن شهدنا سلسلة من الإجراءات من جانب الدول الأوروبية من أجل طرد الدبلوماسيين الإرهابيين للنظام من الدنمارك وهولندا وعلى رأس هذه الإجراءات هو إدراج القسم المرتبط بإرهاب وزارة مخابرات نظام الملالي على قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي وهذا الأمر تسبب هذه المرة بعزلة النظام من قبل أوروبا. وفي أعقاب هذا الإدراج شهدنا معاقبة شركة الخطوط الجوية ماهان المرتبطة بقوات فيلق القدس الإرهابية حيث منعت ألمانيا دخول طائرات هذه الشركة في سماء هذا البلد. وكما تحدثت آنفا فنظام الملالي يواجه في الوقت نفسه عقوبات أشد بسبب برنامجه الصاروخي من قبل الدول الأوروبية ولكن العزلة الدولية الأساسية والأشد بالنسبة للنظام تتجلى في مؤتمر شهر فبراير المزمع عقده في بولندا ولهذا السبب يخشى النظام هذا اليوم بشدة. * عام كامل يمر على الانتفاضة الشعبية في إيران ومازال النظام يمارس القتل والاعتقال ضد المتظاهرين.. هل ترى أن طهران ستشهد مزيداً من الاضطرابات الداخلية في الفترة المقبلة؟ * صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكومية اعترفت في الأساس بطبيعة السياسات الحكومية ومن جملتها كتبت: "السياسات الاقتصادية للبلاد- ليس فقط في هذه الحكومة أو الحكومة السابقة- لم تكن مبنية في الأساس للدفاع عن المحرومين. فالدولة التي تبني سياساتها على الدفاع عن المحرومين، ليس لديها ملايين العوائل ترزح تحت خط الفقر". يمكن رؤية العديد مثل هذه الاعترافات في وسائل الإعلام الحكومية وجميعها استعراض شكلي لما يسمى بالإجراءات الداعمة للشرائح المحرومة وتحذر جميعها من الغضب الانفجاري للشعب على هذا النظام. وبهذا الشكل تكون صحيفة جمهوري اسلامي قد اعترفت بوجود خط الاضطراب أي نظام الفساد والسرقة وكتبت: "إن فارق الطبقات الاجتماعية المخجل هذا يزداد كل يوم أكثر فأكثر بحيث أن الأجنحة الأساسية الحاكمة لسياسة البلاد تتمتع بأفضل الامكانات الحياتية وكل يوم يقرعون على طبول الخلافات فيما بينها وهم مشغولون بالجدل حول من سيستولي على السلطة". ومن هنا يمكن الاستنتاج بأن الاحتجاج والإضرابات في طريقها للارتفاع. وستكون أكثر توسعًا وعمقًا وتنظيمًا كما شاهدنا في مظاهرات المعلمين وسائقي الشاحنات. *من وجهة نظرك.. هل تفيد الأسلحة والمعدات العسكرية والصواريخ، النظام الإيراني في مواجهة حركة الفقراء المعدمين والمضطهدين والجوّ المتفجّر في المجتمع؟ -النظام يعاني بشدة من مشكلة داخلية وهو مجبر على تقديم هذه العروض واللافتات حتى يتمكن من الحفاظ على معنويات قواته التي تعاني من الانهيار في ظل الظروف الأخيرة وهو مستعد أن يقدم أي تكلفة أو قيمة من أجل ذلك. بالنسبة للنظام، يهمه الحفاظ على قواه الداخلية والخارجية مثل حزب الله اللبناني وحوثي اليمن. لأنه إذا فقد هذه القوات سينكشف هذا النظام بشدة وخامنئي أكد عدة مرات على أولوية حفظ وحماية هذه القوات وقال بأن هذه القوات موجودة على الأرض خشية الوصول للنظام. لذلك مهما كان هذا النظام منعزلًا ومهزوزًا بشدة فإنه سيكون مجبورًا بشكل أكبر على الاعتماد على أذرعه الإرهابية. فالملالي أرادوا فقط الإيماء بأن كل هذه الضجة والجلبة الإعلامية والدعايات هي من أجل إنفاقها على معنويات قواتهم. ولكن هل سيجدي ربح و خسارة هذه اللعبة؟ من الممكن أن يكون النظام قد ارتكب خطأ ولكن هذا الأمر هو فرعي. المبدأ هنا هو المناخ الداخلي المنفجر وتوقعاته. فخامنئي نفسه دق ناقوس الخطر في العام 2018 بأعلى صوت في جميع أنحاء النظام. وفي الحقيقة فإن النظام مذعور بشدة من الانتفاضة وهذا الأمر متفق عليه في كلا جناحي النظام. والمحور الأساسي لخطاب أئمة الجمعة في جميع أنحاء إيران هو إظهار الخوف من العام 2019. ولمواجهة هذه الظروف الانفجارية وانتفاضة جيش الجوعى فليس لدي النظام حل سوى القمع. والقمع يمكن استخدامه من خلال القوات القمعية ولذلك يجب عليه حماية هذه القوات تحت أي ثمن. كما أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية المدمرة فإن ميزانية قوات الحرس قد ازدادت بنسبة 25 % وكذلك الأمر بالنسبة لميزانية قوات الباسيج وبقية الأجهزة الأمنية والاستخبارية. * إلى أي مدى وصلت شعبية النظام الإيراني في ظل استمرار الانتفاضة في الداخل؟ * إن أردنا أن نشير إلى ما يقول النظام نفسه وهناك تصريحات عديدة لمختلف المسؤولين في النظام في هذا المجال وعلى سبيل المثال وليس الحصر، أكد المدعو باقر قاليباف العمدة السابق لطهران والمرشح الرئاسي بأن 96 % من الشعب الإيراني يعارضون النظام الحاكم. كما أشار مؤخراً أحد أئمة صلاة الجمعة وهم ممثلون مختارون من قبل الملا علي خامنئي المرشد بأن جماهير الشعب إذا انتفضت مرة أخرى مستقبلاً فهي تلقي بنا إلى البحر لأننا لن نجد مكانا نهرب إليه. * قدّم الرئيس روحاني الميزانية للعام الإيراني الجديد الذي سيبدأ من مارس المقبل، حجم هذه الميزانية يساوي حوالي 47 مليار دولار، بينما ميزانية العام الحالي تعادل 110 مليار دولار، وهذا معناه أن ميزانية الدولة تدنت إلى أقلّ من النصف خلال عام، لكن في هذه الميزانية أيضاً ارتفعت حصة قوات الحرس مقارنة بالعام الحالي.. كيف ترى ذلك؟ * روحاني يسعى لتغطية السبب الرئيسي من خلال الخطابات المتناقضة التي يتشدق بها وحديثاً هناك العديد من الأزمات الأخرى التي لم يشر إليها روحاني عن قصد ومن بينها قضية النفط وبيعه التي أشارت إليها صحيفة جهان صنعت وكتبت: "من المتوقع أن هناك احتمالًا مظلمًا ومكفهرًا ينتظر سوق النفط وبالإضافة للعقوبات التي تؤثر على الإيرادات النفطية فإن انخفاض قيمة النفط سوف تضيق الساحة أكثر بالنسبة لإيران". لأن الأساس الذي بنيت عليه ميزانية العام 2019 هو توقع بيع النظام ل1.5 مليون برميل من النفط وفي الوقت الحالي يستطيع النظام فقط بيع 1 مليون برميل وعملية تصدير النفط تظهر مسيرًا نزولياً بتسارع كبير. الأزمة الأساسية هي كما استشهد بها روحاني واصفًا إياها بالوضع النفسي للمجتمع أو الحرب النفسية والدعائية وقال بأنها بدأت منذ يناير 2017 وصرح بأن توقعات الشعب يمكن أن تكون مؤثرة جدًا بالنسبة للظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. الخلاصة هي أنه في ظل هذا المناخ الذي وصفه إسحاق جهانغيري مثل غرفة مليئة بالغاز تنتظر شعلة واحدة، يمكن درك مدى خوف وذعر وارتباك النظام لأنه يرى سقوطه وسحقه بأم عينيه. حسين عابديني