قال حسين داعي الإسلام، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في حوار ل»الرياض»: إن نظام الملالي خلال 39 عامًا الماضية نهب ثروات الشعب الإيراني وأنفقتها قوات الحرس وأجهزة النظام الأمنية خدمة لتصدير الحروب والإرهاب إلى المنطقة، لافتاً إلى انتشار بيع أعضاء الجسم من أمثال الكلى والعيون وبيع الأطفال والرضع. وفيما يلي نص الحوار: * كيف رأيت المطالب التي أرسلها الرئيس الفرنسي إيمانويل إلى طهران قبيل زيارته المرتقبة؟ * المعلومات التي كشف عنها قدوسي عضو لجنة الأمن الخارجية لمجلس شورى النظام بخصوص إرسال الرئيس الفرنسي رسالة إلى طهران تضمنت 3 مطالب وهي قبول خامنئي للمفاوضات، وقبول النظام التفاوض حول ملف الصواريخ، وكذلك تدخلات النظام الإيراني وحروبه في المنطقة ودعمه للجماعات المتطرفة، فاشترط ماكرون عقد مؤتمر صحافي مع حسن روحاني، بحيث يعلن روحاني خلال المؤتمر موافقة النظام على المفاوضات حول برنامج الصواريخ. هذه المعلومات تدل على أن سياسات التهدئة التي كانت مفعلة في ال30 عاماً الماضية بوساطة الدول الغربية وبخاصة خلال فترة حكم أوباما فشلت وتغيرت. عصابات النظام الداخلية أصبحت منقسمة بشدة حول كيفية التعامل مع هذه التغييرات وهذا المأزق. من جهة أخرى بالنظر إلى انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة فقد أدرك العالم وأوروبا جيداً أن هذا النظام ضعيف جداً وغارق في الأزمات. وفي النتيجة لا توجد دولة على استعداد للرهان على الخاسر ولكن لم يتم التخلي بشكل تام عن سياسات التهدئة، ولذلك يجب على الدول الأوروبية عوضاً عن إعطاء الامتيازات لهذا النظام أن تشترط استمرار أي علاقة تربطها مع هذا النظام بتوقف عمليات التعذيب والإعدام داخل إيران وحرية السجناء السياسيين وتوقف تدخلات النظام وإثارته للحروب في المنطقة وبرنامجه الصاروخي. مصير خامنئي * هل يمكن أن يلقى خامنئي مصير الشاه بسبب «عدم سماع صوت الشارع»؟ * بدون شك فإن خامنئي ونظامه سيلقون نفس مصير الشاه وسيسقطون على يد الشعب الإيراني وهذه الحقيقة هي ما يحذر منها مسؤولو النظام من كلا العصابتين (الجناح المعتدل والجناح الإصلاحي)! ومن بينهم روحاني رئيس جمهورية الملالي الذي حذر من أنه إذا لم نستمع لصوت الشعب سوف يعاني نظام الملالي مصيراً مشابهاً لمصير الشاه. ولكن النقطة المهمة هنا هي أن كل من الشاه وخامنئي والملالي الحاكمين عندما سمعوا أصوات الشعب الإيراني كان الوقت قد تأخر كثيراً جداً. النظام الآن لا يملك القدرة على حل أي من المشاكل الداخلية التي كانت حصاد 39 عاماً من الحكم الفاسد والقمع والسرقة للملالي، والنظام فشل في جميع الميادين وأصبح ضعيفاً والانتفاضة هي بداية مرحلة ستنتهي برحيل هذا النظام ونهايته. تصدير الإرهاب * ما نسبة تفشي الفساد في إيران؟ * نظام الملالي في ال39 عاماً الماضية نهب ثروات الشعب الإيراني وأنفقتها قوات الحرس وأجهزة النظام الأمنية خدمة لتصدير الحروب والإرهاب إلى المنطقة. الشعب في الانتفاضة الأخيرة نادى بشعارات مثل «لقد تسلقوا على الإسلام وأذلوا الناس»، «الناس أصبحوا يتسولون والملالي أصبحوا مثل الآلهة»، أيضاً فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي في حكومة روحاني بنسبة 15 بالمئة، وينتشر بيع أعضاء الجسم من أمثال الكلى والعيون وبيع الأطفال والرضع، 4 ملايين و 400 ألف مدمن، 10 ملايين أمّي، البغاء (مئات الآلاف، وانخفاض سن البغاء إلى عمر 10 سنوات)، عدد من ينام في الكراتين (150 ألف شخص)، تجري سنوياً عمليات التهريب بما يعادل 25 مليار دولار وأساسها من قبل قوات الحرس، أكثر من 400 ألف شخص دخلوا السجون هذا العام (كل ساعة 49 شخصاً يدخل السجن). * هل تآمر نظام الملالي على الشعب؟ * نعم إن هذا النظام منذ البداية وحتى الآن يحكم اعتماداً على أسس الخداع وصنع المؤامرات ضد الشعب الإيراني. فعندما بدأت ثورة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه قام الخميني بالاستفادة من شبكة الملالي التي حضرت المشهد آنذاك بسرقة ثورة إيران، وبمجرد وصوله للسلطة وضع جميع الوعود التي وعد بها الشعب الإيراني تحت أقدامه وبدأ بعمليات قمع وتعذيب الحريات وعوضاً عن تشكيل الحكومة الشعبية فرض نظام الملالي دكتاتورية الملالي التامة. خلال 39 عاماً الماضية لم تقم هذه الحكومة بعمل واحد سوى عمليات نهب ثروات الشعب الإيراني وتدمير إيران ودول المنطقة وعمليات القتل والإعدام والتعذيب والقمع. * ما السبب وراء الارتفاع غير المسبوق للدولار أمام الريال الإيراني؟ * هذا أيضاً أحد الدلائل على إفلاس وانكسار اقتصاد إيران في ظل حكومة الملالي، وسياسات النظام المدمرة للاقتصاد المبنية على التجارة ووضع أرباحها الطائلة في جيوب الملالي، إيران هذا البلد الغني تحول إلى بلد مفلس وفقير وأصبح 60 % من اقتصاد إيران تسيطر عليه قوات الحرس والمؤسسات المرتبطة بخامنئي، وقد اعترف مسؤولون في النظام مؤخراً أن البنوك الكبيرة في البلاد على شفا الإفلاس. * هل يمكن القول إن نظام الملالي في طريق الزوال؟ * إن انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة تشير بشكل واضح لهذا الموضوع، ورؤوس النظام قد أظهروا مؤخراً قلقهم من المستقبل فمن الخامنئي حتى جميع الملالي المرتبطين به حذروا بشكل مستمر من أن الأعداء يريدون إسقاط النظام، حيث كانوا يقصدون بكلمة الأعداء «المقاومة الإيرانية» وشبكات المناصرين والمؤيدين لها داخل إيران. كانت الانتفاضة الإيرانية بداية لمرحلة جديدة، وإن النظام الآن محاصر في أزمات متعددة، كما أن أزمة حروبه في المنطقة قد حاصرت النظام وأزمة خلافة الولي الفقيه، ولذلك فإن النظام قد ضعف أكثر من أي وقت سابق واقترب من سقوطه أكثر من أي وقت مضى. * ما المناطق التي شهدت احتجاجات حتى الآن؟ * انتفاضة الشعب الإيراني في 28 ديسمبر انتشرت وتوسعت بسرعة كبيرة في أكثر من 142 مدينة وتوسعت إلى كل مناطق إيران من الشمال في رشت وغرغان حتى الجنوب في بوشهر وبندر عباس، ومن الشمال الشرقي في مشهد وبجنافرد حتى الجنوب الغربي في الأهواز وابادان و دزفول حتى الشمال الغربي في تبريز و أورمية وحتى الجنوب الشرقي زاهدان و تشاه بهار. إن هذه الانتفاضة شملت جميع القوميات من العرب إلى الفرس والكرد والترك واللر والبلوش والتركمان والسني والشيعي. * ما عدد المعتقلين والقتلى حتى الآن؟ * وفقاً للمعلومات تم اعتقال 8000 شخص كانوا مشتركين في هذه الانتفاضة. واستشهد 50 شخصاً على الأقل وحتى الآن استشهدت 14 امرأة على الأقل تحت التعذيب، وقد اعترف النظام باعتقال 5000 شخص بشكل رسمي في حين أن الإحصائيات الحقيقية أكثر بكثير. * كيف يتعامل النظام مع المتظاهرين؟ * من الطبيعي أن يستخدم النظام جميع إمكاناته من أجل قمع الانتفاضة وبقائه في السلطة ولكن الظروف لن تعود أبدًا إلى الظروف التي كانت سائدة قبل الانتفاضة، ومن أهم الأمور التي تغيرت هو كسر حاجز الخوف من قبل شباب الانتفاضة، فقد خرجوا إلى ساحات المواجهة رغم جميع أساليب القمع المستخدمة وهم يواصلون الانتقاضة. * ما دور المعارضة في الخارج والداخل في مواجهة النظام الإيراني؟ * يكفينا أن نعتمد على تصريحات رؤوس نظام إيران، اعترافات رؤوس نظام إيران بدءاً من مرشد هذا النظام أي خامنئي حتى رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني وسائر زمر هذا النظام الصغيرة والكبيرة منها أشارت بكل وضوح مدى خشيتها وخوفها من المقاومة الإيرانية، ومنظمة مجاهدي خلق المنافس والبديل الديموقراطي الحقيقي لهذا النظام. إن لهذه المقاومة قاعدة شعبية كبيرة وواسعة تتمتع بها في داخل إيران ومنذ بداية حكم هذا النظام قبل 39 عاماً مضت كانت هذه المقاومة موجودة على الساحة وقامت بفضح المؤامرات التي يحيكها النظام ضد الشعب الإيراني وفي سبيل فضح هذه المؤامرات قامت بدفع أثقل الأثمان من بينها تقديمها 120 ألف شهيد. ومن بين المعلومات التي فضحت المقاومة الإيرانية أسرارها للعالم هو البرنامج النووي والصاروخي للنظام وتدخلات قوات الحرس في المنطقة وانتهاكات حقوق الإنسان، كل هذا وغيره كان في سبب عزلة النظام المطلقة على الصعيدين الدولي والإقليمي. * كيف تتوقعون ملامح المرحلة المقبلة في مستقبل إيران؟ * المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قبل 36 عاماً أعلن عن برامج المقاومة الإيرانية لإيران الغد في وثائقه وسنداته. وإضافة لذلك أعلنت السيدة مريم رجوي عن برنامج شامل لعشر مواد من أجل إيران الغد في المجامع الدولية، الأمر الذي كان موضوع دعم وتأييد العديد من الإيرانيين والشخصيات السياسية والبرلمانية في مختلف دول العالم وبخاصة الولاياتالمتحدة ودول أوروبا. طبقاً لهذا البرنامج فإن إيران الغد ستكون دولة حرة وديموقراطية تقوم على صوت الشعب وأسس السلام والصداقة والتعاون مع دول المنطقة. العلاقات الخارجية ستكون قائمة على التعايش السلمي والسلام والتعاون الدولي والإقليمي واحترام ميثاق الأممالمتحدة. إيران الغد بلد لجميع الطوائف، نحن نطالب بنظام تعددي وحرية الأحزاب والاجتماعات، وسيكون محظوراً أي تمييز بشأن أتباع جميع الديانات والمذاهب، نحن نؤمن بالمساواة الكاملة بين النساء والرجال في جميع الحقوق السياسية والاجتماعية وغيرها، وأما بالنسبة لحقوق القوميات باعتقادنا يجب أن تشارك جميع القوميات مشاركة فعالة ومتساوية في الحياة السياسية، ولذلك فإن شعارنا كان"الديموقراطية لإيران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة"، هذا هو ما قاله السيد رجوي في مارس 1979، وكان بمثابة إعلان عن الحد الأدنى من برنامج "مجاهدي خلق"، أي الديموقراطية لإيران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة من عرب وكرد وبلوش، وأي قومية أخرى في إيران. الشعب الإيراني ضاق ذرعاً بنظام الملالي Your browser does not support the video tag.