قد يستغرب القارئ الكريم من هذا العنوان وللأسف أقول بأن هناك من هو يتربص بكم وبأبنائكم، ودورنا يكمن في التوعيه والتحذير منه، ولا يخفى على الجميع أن أغلب التطبيقات التي تعمل في الأجهزة الذكية وفق ضوابط مشددة قد قدمت خدمات كبيرة للناس وسهلت على المستفيدين، مما جعل الاستغناء عنها أمراً صعباً، ولكن في المقابل هناك تطبيقات تعمل بدون ضوابط أو رقابة من الأجهزة الرسمية، وهنا تكمن الخطورة والكارثة، فعلى سبيل المثال هناك تطبيقات تعمل كوسيط بين المستفيد الذي لديه بضاعة ويرغب في توصيلها لمنطقة أو مدينة في المملكة وبين المستفيد الذي لديه الرغبة والاستعداد لتوصيلها مقابل مبلغ مالي محدد، فيعلن صاحب البضاعة في هذا التطبيق عن رغبته بسائق يوصل بضاعة لديه، وفي لحظات بسيطة قد لاتتجاوز الدقيقة الواحدة تصل له إجابات المشتركين في هذا التطبيق ومن لديه رغبة توصيلها يحدد قيمة التوصيل ويحدد وقت الانطلاق وأيضاً يوضح وقت الوصول المتوقع، وصاحب البضاعة يختار المناسب منهم، ومن ثم يتم التواصل بينهما عبر رقم الهاتف المسجل في التطبيق، وصاحب التطبيق يستفيد مالياً من هذه الخدمة وفي نفس الوقت يحاول يخلي مسؤوليته من أي تبعات قد تنتج من هذه الخدمة، موضحاً أن دوره فقط وسيط، والخطورة التي لا يعلم عنها الكثير وقد تكون مدمرة للشخص الذي تعامل مع هذا التطبيق، هو عندما ينقل شخص بضاعة وهو لا يعلم بأنها قد تكون ملغمة بالممنوعات التي يجرمها نظام الدولة، ومن طلب منه إيصالها قد يكون أيضاً شخصاً مجهولاً وصاحب التطبيق يخلي مسؤوليته من تبعات هذه الخدمة، وهنا تأتي المصيبة على ناقل البضاعة، لذا أنصح بعدم التعامل مع التطبيقات التي تقدم خدمة من دون ضوابط رسمية والتحذير أيضاً من التطبيقات التي تقدم خدمة من خارج المملكة وصاحبها مجهول، فالحذر ثم الحذر والقانون لا يحمي المغفلين، ومن يُقبض عليه وهو يحمل ممنوعات عبر هذا التطبيق قد يصعب عليه إثبات أنها لا تخصه وقد لا يستطيع إقناع المحققين بأنه قام بنقلها مقابل مبلغ مالي وأنه لا يعلم ما بداخلها، لذا يجب الحذر من التعامل مع هذه التطبيقات المشبوهة حتى ولو كانت تقدم خدمة للناس والنية طيبة، مالم يكن هناك ضوابط رسمية تحمي الشخص وتحمي المجتمع من استغلال المجرمين لها، فالمخدرات هاجس يؤرق المجتمع وسرطان يستشري في شريان الوطن ويدمّر أهم مكوناته وهو المواطن، ولكي نسير مع الرؤية 2030 التي تُركز على الوقاية في كل عمل؛ لذا أتمنى أن يوفق العلماء والباحثون في ابتكار مادة لعلاج أو ابتكار يمنع تعاطي المخدرات؛ هذه الآفة التي تستنزف مدخرات الوطن بل الشعوب جميعها؛ فالمشكله مازالت باقية بانتظار من ينقذها من هذا الوباء الذي فتك بالشعوب والأفراد.