صنّف عدد من أصحاب الرأي والخبرة، الأشخاص الذين يتشبثون بآرائهم دون الحياد عن تغييرها في النقاشات، بأنهم الأشخاص الأكثر صعوبة في التعامل والتواصل الاجتماعي؛ ذلك لأن الشخص الذي يتمسك برأيه إنما تأتي قناعاته من شعوره الدائم بأنه الشخص الذي على صواب مطلق، في حين لا ينبغي له الخضوع لآراء الآخرين. لذلك لا يحاول كثير من الأشخاص التمسك بإدارة الحوار مع هؤلاء الأشخاص الذين عُرفوا بالتمسك بآرائهم، رافضين تغيير قناعاتهم الشخصية؛ لأن مثل هذه النقاشات عقيمة، ولا تجدي نفعاً مع من يرفض أن يحترم آراء الآخرين أو الإصغاء إليها، متسائلين عن الأسباب التي تدفع الفرد لأن يكون ذا رأي متحجر غير قابل للتغيير، أو التأثر بآراء الآخرين، إذا لم يعكس ذلك التشبث بالرأي النرجسية التي تعانيها بعض الشخصيات، مؤكدين الأثر السلبي الذي يمكن أن يتركه مثل هؤلاء على واقع حياتنا، سواء في مجال العمل أو الحياة الخاصة والعامة. وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى الملك فهد بجدة منال الصومالي، أن التمسك بالرأي حينما تمس القيم، هذه حالة صحية، إلاّ أن التمسك بالرأي بمجرد الفكرة لا بمجرد المحتوى، فهذه حالة سلبية، لذلك فإن تغيير مثل هؤلاء الأفراد صعب جداً، فالتغيير كان لا بد أن يبدأ من الأسرة في الصغر من خلال الحوار، فكما تعلم المرء منذ الطفولة معنى الحوار وأصل الحوار واحترام الرأي الآخر وترك مساحة للآخرين، هذه الأمور تصل بنا إلى عدم التمسك بالرأي لمجرد الاحتفاظ به، متأسفة أن هناك من يتحول إلى مثال يُضرب به في التمسك بالرأي، فيقال فلان يتمسك برأيه ولا يتراجع عنه، وهذا ليس بالقدوة؛ لأن التمسك بالرأي يمثل حالة ضرر على الآخرين، مبينة أن الآثار السلبية للتمسك بالرأي، تنتج شخصيات صعبة المراس، ويصعب التعامل معها، ويصعب إقناعها والوصول معها لنقطة مشتركة، وهذه الصعوبة تتحول إلى مشكلة لمن يتحاور معهم، ولمن يتواصل ويستمع.