كتب أ.د فهد مطلق العتيبي بالعدد الصادر الاثنين 1/ 5/ 1440 الموافق7/ 1/ 2019 مقالا تحت عنوان («نحن» و«الآخر» الديني) تحدث فيه عما أسماه الأنا الإسلامية، وذكر أنها ب"الآخر" المختلف دينياً تشكل عقبة في سبيل التعايش السلمي مع غير المسلمين، واستشهد بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). إلى آخر ما قاله. نحن في زمن الشفافية وحرية الرد - لذا أرجو نشر ردي - لذا أقول إن د. فهد لم يأتِ بالصورة كاملة من كل جوانبها، حيث أخذ جانبا من مسارات العلاقة الإنسانية عموما ومن تلك العلاقة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين - وتحديداً - الذين لم يحاربوا الإسلام ولا المسلمين، أما المحاربون للإسلام والمسلمين فلا تشملهم هذه الآية أبداً، ولو شملتهم لما خاض معهم النبي صلى الله عليه وسلم حربا واحدة. في رأيي، يجب علينا حتى نأخذ الموقف الصحيح في أي قضية نطرحها أن نتناولها من كل جوانبها، لذا فمن لم يحارب الإسلام، فللإسلام موقف واضح منه، وكذلك من يحارب الإسلام للإسلام أيضا موقف واضح منه، وكلا الموقفين واضحان تمام الوضوح في قول الله تعالى "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( الممتحنة: 8-9). بقيت حقيقة أختم بها، وهي أن غير المسلمين عموما لن ولم يرضوا عن المسلمين الرضاء التام إلا في حالة واحدة فقط وهي أن يتركوا الإسلام ويتبعوهم.