ما بين "طنين" النحل وأمواج "البحر" يستقبل أحمد الصغير الذي يعمل على تربية النحل الكثير من الزوار في موقعه في أقصى الجنوب من عروس البحر الأحمرجدة. تختلف رغبات الزوار القادمين لذلك الموقع الذي تصطف فيه بيوت النحل، لكن يبقى الهدف واحد، وهو البحث عن دواء يُستشفى به من مرض استعصى شفاؤه لدى الأطباء، إذ يبحث البعض منهم عن قطرة عسل، وآخرون عن لسعة نحلة لتخفيف الألم. لا يبخل الصغير الذي يعمل على تربية النحل منذ 16 عاماً على الزوار، سواء في تقديم الإرشادات لهم، أو القرب من النحل للحصول على لسعة، بينما هو يؤدي دوره في تربية النحل من خلال زيادة تكاثره ليصل إلى الآلاف خلال أشهر. "الرياض" وقفت على تلك المناحل في جولة لها، حيث اختار لها ملاكها موقعاً مميزاً ليساعده على عملية تكاثر النحل، لتصبح مكاناً للباحثين عن العلاج لبعض أمراضهم. وذكر الصغير أن وجوده في جنوبجدة يأتي في إطار خطة مبرمجة مسبقاً لتكاثر النحل، والاستفادة من الموقع في ذلك، لاسيما في ظل تواجد كميات من المياه والأشجار، مضيفاً أن العسل أصبح دواءً من الأمراض التي داهمته، إضافةً إلى أنه تعايش مع النحل، وعرف كافة تفاصيله الدقيقة، وكيف يتنقل به، ويقدم له كافة الاحتياجات التي يحتاجها بحسب كل موقع ينتقل إليه. وعن طبيعة الزوار الذين يأتون إليه في كل يوم، أوضح أن الزيارات للكثير من الأشخاص تختلف، فالبعض منهم يبحث عن شراء العسل من أجل العلاج، والبعض الآخر يبحث عن "لسعة" النحل التي يحتاجها لبعض الأمراض الخاصة به مثل كأمراض السكر وغيرها، لافتاً إلى أنه يرحب بالزوار طوال فترة تواجده في مدينة جدة، ذاكراً أن البعض من المرضى يأتي إليه يومياً يستطب بلسعات النحل، إضافةً إلى البحث عن كميات من العسل. وتابع: لم يتبقَ سوى أشهر ليغادر الموقع باتجاه منطقة الجنوب بحثاً عن إنتاج العسل هناك، موضحاً أن وجوده في مدينة جدة هو لزيادة عملية التكاثر، ومن ثم الذهاب إلى المناطق الجنوبية مثل نجران، ومحايل عسير، وغيرها من المناطق الأخرى التي من خلالها يتم إنتاج العسل الطبيعي المتنوع. من جهته قال صابر أبو نعيم -60 عاماً-: إنه يخضع لجلسات علاجية عبارة عن لسعات النحل ما بين 10 و15 جلسة يومياً يقضها مع النحل، مضيفاً أنه أصبح يمشي على قدميه بعد مدة من الجلسات العلاجية التي استمر فيها لأكثر من شهر، مبيناً أنه كان يعاني من "تنمل" في الأرجل واليدين، وأنه وبعد جلسات علاج "لسع النحل" بدأ في التعافي من ذلك الألم التي ألزمه الفراش ووصل به الأمر أنه لا يستطيع الجلوس. وعن تعامله مع النحل، أوضح أنه لم يكن يعرف كيفية التعامل مع النحل، ولكن نصيحة أحد أصدقائه بعد تعرضه لمرض السكر قادته للتعايش مع النحل يومياً باحثاً عن التعافي من الأمراض التي داهمته، والاستفادة من لسعات "النحل" بحسب تجربة صديقه مع والده، مشيراً إلى أنه لم يعد لديه إحساس من لدغات النحل بعد أن تعود عليها. يُذكر أنه بحسب مواقع طبية فإن لسعة "النحلة" تعمل على تنشيط الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وذلك من خلال إرسال إشارات حسية تنتقل من مكان القرصة إلى الخلايا الحسية الموجودة في المنطقة السفلى من الدماغ، كما تؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية، والزيادة في عدد كريات الدم الحمراء مما يعطي أثراً في نشاط الجسم وحيويته، وتعد هذه اللسعة من أفضل الوسائل للتخلص من الوزن، حيث تقوم النحلة بإفراز كمية من اللعاب الأيوني الذي يقوم بدوره بحرق جميع الدهنيات الموجودة في العضو الذي تعرض إلى اللسعة. وتعالج لسعة النحل بحسب بعض الزوار آلام الظهر والرقبة وبعض الأمراض المزمنة مثل مرض الروماتيزم، حيث يقوم بعض الأشخاص المختصين بالإمساك بالنحلة، ولدغ المريض بها عدة لدغات عند مكان الإصابة. صابر أبو نعيم يوضح للزميل الهلالي أماكن لسع النحل الصغير يكشف طرق تكوين أقراص العسل جانب من كمية العسل التي ينتجها النحل صناديق تربية وتكاثر النحل