مثلت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية تحولاً استراتيجياً في مقاربة إسرائيل للوضع السوري، وأظهرت سلسلة التصريحات من تل أبيب تصعيداً وتركيزاً على تسمية الحرس الثوري الإيراني ومواقعه في سورية بالإضافة إلى تحذير الحكومة السورية من السماح لإيران بالتمدد. ونشرت وزارة الدفاع الاسرائيلية تغريدة ساخرة على صفحتها في «تويتر» عبر صورة أشارت فيها لموقع إيران على الخارطة، وموقع انتشار ميليشيات إيران في سورية مع التعليق «القوات الإيرانية أضاعت الطريق» ولابد من إعادتها لمواقعها. واتخذت تل أبيب خطوات غير اعتيادية عقب الهجوم الأخير حيث أعلنت مسؤوليتها عن الغارات كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن بلاده دخلت في حالة حرب مع ميليشيات إيران داخل سورية. ورأى معهد FDD الأميركي في التصعيد الإسرائيلي، والاعتراف غير المسبوق بالعمليات، نقطة تحول في تاريخ العلاقة مع ميليشيات إيران، حيث يرسل الاعتراف إشارة قوية بأن الحملة مستمرة وذاهبة إلى تصعيد أكبر. كما كتب المركز في تحليله للهجمة الإسرائيلية على سورية، أن إسرائيل كانت تحتفظ بعامل الغموض في ضرباتها الموجهة لإيران والنظام السوري في السابق لتترك لهم مجال الإنكار والتهرب من الرد، أما الاعتراف العلني وعلى لسان نتنياهو بالهجمات والتمهيد لأنها حملة تصعيد مستمرة فهذا يعني أن إسرائيل تنوي تطبيق أقصى الضغوطات على إيران واستفزازها لإنهاء مصادر القلق الإسرائيلي وخاصة فيما يتعلق ببناء قواعد إيرانية داخل سورية تجعل منها حزب الله جديد. ويرى معلقون إسرائيليون أن جميع عمليات إسرائيل لإنهاء وجود القوات الإيرانية مرهون بتقدم الخطوات السياسية وبالتعاون مع روسيا التي لم تبدِ حتى الآن رغبة كبيرة، أو أنها غير قادرة على التأثير على تحركات إيران. وحتى التزامها بإبعاد القوات الإيرانية عن منطقة الحدود مع إسرائيل إلى داخل العمق السوري لم تنجح في تنفيذه، وبحسب المواقف العلنية لروسيا والنظام السوري فإن مسألة انسحاب القوات الأجنبية ستُدرج على جدول الأعمال فقط بعد أن يتحقق اتفاق كامل على تركيبة السلطة الجديدة في سورية.