عندما تكشف الطبيعة عن مفاتنها يكثر عشاقها، وحينما تبهرك الشمس بشروقها الساحر وغروبها الفاتن يتعدى ذلك العشق إلى الهيام، هذا لسان حال زوار الجبل الأسود في جازان التابع لمحافظة الريث، بعد أن جذبتهم تلك الطبيعة الخلابة ومنظر السحب البيضاء وهي تداعب قمة الجبل، الذي أصبح معلماً ومقصداً للزوار والمتنزهين، ما جعلهم يتوافدون إليه من داخل المنطقة وخارجها. الجبل الأسود لم يعد له من اسمه نصيب، وقد اكتسى سواده ببياض تلك السحب الكثيفة التي أضفت عليه مزيداً من الجمال، التي لا يملك معها الزائر إلاّ التوقف أثناء رحلته ليعيش تلك اللحظات الساحرة بهدوء الطبيعة من حوله والبعد عن صخب المدينة. يحكي إبراهيم عبدالفتاح عن علاقته بالجبل الأسود وهيامه بطبيعته الخلابة قائلاً: أشعر بسعادة بالغة يعجز تعبيري عن وصفها، فالزائر هنا لا يملك بعد انتهاء رحلته إلاّ أن يفكر مراراً متى ستكون عودته مرة أخرى ليمتع ناظريه بذلك الجمال الإلهي الذي حبا به الجبل. وكلما ازداد الزائر من تأمله في الطبيعة تنكشف له أبعاد أخرى من الجماليات، يذكر سمير العقيلي أنه لا يوجد أجمل من الطبيعة الخلابة بكل ما فيها من مفاتن، وأنه قرر أن تكون رحلته القادمة إلى الجبل الأسود برفقة أسرته التي ستجد المتعة والسعادة، خاصةً أنه في كل زيارة يشاهد أشياء أجمل. وبخشوع الزاهدين وفي الجانب المقابل من الجبل، يناظر المتنزه ماجد المطهري منظر السحب الكثيفة وهو مبتسم نحو السماء يقول: ما شدني هو تكون تلك السحب الكثيفة في مشهد لم أعهده من قبل إلاّ أثناء ارتفاعي على متن الطائرة، ما جعلني أعيش طفولتي من جديد وأحلق بمخيلتي في أن تلك السحب تركض في الفضاء وكأنني بالفعل أردد إحدى الأناشيد الجميلة فترة دراستي في المرحلة الابتدائية. وفي كل مكان من الجبل لوحات تكشف عن مفاتن جديدة حيث وصف علي قحطان أحد عشاق الرحلات الشبابية للجبل الأسود قائلاً: الشمس بشروقها الساحر وبغروبها الفاتن كأنها عقد من ذهب تزين الجبل الأسود، مشيراً إلى أن الزائر منذ الوهلة الأولى يشعر وكأن تلك المناظر ضرب من الخيال، مضيفاً: لعل الأجواء الربيعية كانت السر وراء ذلك الجمال وتلك الطبيعة الفاتنة. من جهته أوضح ل"الرياض" رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بجازان خالد بن حسن حكمي أن سبب تسمية الجبل الأسود بهذا الاسم تعود لكثافة غطائه النباتي الذي أضفى عليه اللون الأسود لمن يشاهده من بعيد، مضيفاً أنه يأتي على شكل قوس يبدأ من الشمال لينحني نحو الشرق عند أعلى قمة فيه، ويحده من الشمال والشمال الغربي جبل القهر ووادي لجب، ومن الجنوب جبال منجد التابعة لمحافظة هروب، مبيناً أن طول الجبل يبلغ حوالي 1800م ويسكنه أكثر من ألفي نسمة يعمل غالبيتهم في الزراعة ورعي الماشية، ويتميزون كغيرهم من سكان المناطق الجبلية بلباسهم التقليدي الذي يتكون من القميص والإزار، كما يتميزون بوضع بعض النباتات العطرية على رؤوسهم. منظر يُغري المتنزهين اخضرار الطبيعة