المفردات في أناشيد جزئنا الجنوبي مختلفة هذه الأيام، فنسمع فيها نبرات البهجة والتفاؤل.. أمير جديد من عصر الرؤية السعودية، عاشق للمنطقة، لم يكن ينتظر أن تأتيه المحافظات والمدن والقرى لتهنئته بتعيينه، بل إنه ومنذ حضوره نائباً، احتجز الرسميات والبروتوكولات في أرشيف الماضي، وانطلق بروح الشاب المستكشف إلى كل زاوية مهما صغرت، فيرى ويفهم بنفسه دون وسيط كيف هي الحياة هناك، وأين تكمن المعاناة، وماذا يعترض سبيل التقدم والرؤية، لتنتشل الجميع من عقبات الماضي، والقفز معهم للمستقبل. هذا ما سمعناه، ولا أريد أن أكون مفرطاً بالتفاؤل، الذي يفرض نفسه هنا بقوة، ويؤكد أن الرؤية قد وصلت لأبها، وبقية مدن عسير الساحرة، وأن النهضة ستحتوي كل الجيرة، وتتنفس بروائح العبق، وتحتضن الأزهار والخضار وسقياها، لإثبات أصالة وتطلعات المواطنين هنالك، بوجود من ينبه عسير في غسق الدجى، لتقوم مستبشرة تفلح الأرض وترتوي، وتنير السبل، وتبني الأبراج وتنقش الشوارع بالجماليات، وتعيد رصف شبكات الطرق، وتعمق مستويات تطوير السياحة، وتضع يد الشباب بكف من يبحث عن رؤية النجوع والوهاد والجبال والسهول والأودية والمواقع التاريخية، التي تستحق أن تصان، لتبرز معطياتها الحقيقية، وتحكي بلسان شعب وطن لا يرتضي عن العلم والصحة والأصالة والجمال والتقدم بديلاً. نعم لقد حضر الأمير الشاب، تركي بن طلال، وهو حالم بالأفضل، وقادر على تنفيذ كينونة الحلم، ليس بمرور الظبي في غروب الجنوب، ولكن بنية جعل الجنوب كنز أيقونات الإبداع، ومنجزاً عملياً حضارياً يظل يفخر بما فعله فيه، مستقبلاً، ببقاء لمساته، وحلمه واقعاً يتحقق بكينونته، ويحكي عن قصة عشق بين تركي، والجنوب. كما قلت لكم لن أضاعف من التفاؤل، الذي يستدعي عقل ووجدان وكيان ومساهمات كل من عشق ثرى الجنوب، وصدق برؤيتها، وعرف ما فيها من تنوع شعبي بيئي ثقافي تراثي وعمراني يمكن من خلاله بلوغ المستحيل، ليس على الأوراق فقط، ولكن من خلال أيادي تعمل، ليرى الله عملها والمسلمون. قلت هاتي وخبري، يا فتنة القد الطري، فأجابت أن الأمور تسير بشحن طاقة المحبة، وأن التغيير شامل، والصور تتحول، وتنطلق للمستقبل، وما لنا إلا أن ندعو للأمير الشاب، أن يلهمه الله حسن الرؤية والاستمرارية والبطانة الصالحة، ممن يقدمون مصلحة الجنوب على كل هدف آخر، فلعله في القريب العاجل أن يتمكن من قلب نظريات الجهات، فلا يعود هنالك فارق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، ولا الوسط، فكلها منظومة رؤية سعودية واحدة عظمى، تضمنا، وتشجع الشباب للانتشار بين أطراف هذا الوطن الطيب الغالي، دون حسرة بأن ما هنالك لا يوجد هنا. شكراً لسمو الأمير تركي بن طلال، فقد أثبت لنا ولخادم الحرمين الشريفين، وعراب الرؤية، بأنها ممكنة مرسومة حاضرة.