تقول الدراسات المتخصصة: إن أغلب الناس يحبون أن يظهروا دائماً على حق، ولا يوجد بين الأسوياء من يحب أن يرتكب الأخطاء. وعلى هذا المنوال تجد المعاندين الذين ينكرون حتى الحقائق الثابتة حتى لا يظهرون على خطأ. وفي ذات السياق نجد بين الناس من تتغير آراؤهم وقناعاتهم في أشياء كثيرة وبشكل يبدو أسرع أحياناً من تغييرهم لملابسهم. ترى هل سألت نفسك يوماً عن كيف تتغير قناعات الناس، وقبل ذلك كيف تغيرت أنت مع تغير بعض قناعاتك؟ يقول العلماء: إن الشخص بشكل عام عندما يحب شيئًا ما، فإن عقله الباطن يشكل اعتقادًا إيجابيًا بشأنه ليؤطره ويحميه. ويستمر المرء في جذب مصادر تعزيز هذا الاعتقاد حتى يصبح قناعة راسخة يصعب أحياناً تعديلها. فأنت حينما تشتري شيئاً ثميناً مقتنعاً بجدواه، أو تقتنع بفكرة كليّة لا تحيد عنها، تحاول أن تقرأ فقط ما يعزز قناعاتك، وتتعمد ألا تسأل إلا من تتوقع أن لديهم قدراً أكبر من المجاملة متجنباً من تخشى أن تصدمك أراؤهم الصريحة فيك وفي قناعاتك. وحتى تساعد نفسك وغيرك في تغيير القناعات الخاطئة في الحياة والناس والعلاقات ربما عليك أن تحرص على عدم مصادمة القناعات الراسخة بشكل عنيف. كثير من الناس تتحول قناعاته في الناس والحياة وحتى في المأكل والمشرب إلى جزء من شخصيته وهويته. ولذا عليك في أول الأمر أن تناقشه بهدوء في أركان هذه القناعة ومدى ثباتها. وهناك قناعات يتمسّك بها صاحبها ليس لقوتها وأخلاقياتها. بل هو يفعل ذلك لإعلان حالة "أنا موجود" متسترًا وراء قناع من القناعات المشوشة. وفي المجتمعات التي تتسلّط فيها "الجماعة" على كينونة "الفرد" قد يلجأ الفرد إلى استعارة قناعات مؤقته لتؤمن له الخروج من سطوة "الجماعة" إلى فضاء الحريّة الفرديّة. يستوي في ذلك من قد يدّعي الجنون حتى لا يحاسب بالمنطق والعقل، أو ذاك الذي يعلن إلحاده مثلاً حتى يكفّوا عن ملاحقته باسم الأديان والمقدسات. ومن أهم مرتكزات تغيير القناعات المشوّشة اعتماد منهجيّة التدرج في إحلال القناعات الصحيحة محلّها. والسبب في ذلك يكمن في أن مصادمة القناعة الخاطئة أو تخويف صاحبها قد يدفعه إلى الانتقال السريع من القناعة إلى ضدها دون أن تترسّخ في وجدانه كقناعة إيجابيّة جديدة وينضبط بها سلوكه. * قال ومضى: بعض القناعات ليست سوى أقنعة نتقي بها الجماعة.