بعض الأمثال الشعبية تختصر على المتكلم وصف الإجراء والتصرف والنتيجة، ويستفيد منها من لديه فطنة، فهذا المثل الذي يقول «يدور التمر عند مصاص العبس» أو «مصاص العجم» أو «مصاص الفصم» وضح النتيجة وأنها خاسرة ولن يحصل الشخص على مراده إن بحث عن حاجته عند من لا يجود. فمن كان من شدة حرصه أو فقره وحاجته أو حتى بخله؛ يمص العجم أو العبس وهو نوى التمر بحثاً عن طعمها الحلو فكيف يعطي أحداً تمراً؟! فالمثل يصور شخصاً يجمع نوى التمر ثم يمصه حتى لا يبقي فيه أثراً لحلاوة، وتبقى واحدة الفصم أو العبس كالحصاة لا طعم فيها، فطبيعي أن مثل هذا لن يجود بتمرة كاملة إن وجدت عنده وفي الغالب ليس عنده شيء، فلو أن معه تمرة أكلها إن كان محتاجاً، أو أخفاها إن كان بخيلاً، وما مص العبس وهو سيعطي التمر. ويضرب بهذا المثل في حال البحث عن شيء عند من هو أحرص ما يكون عليه، أو أشد حاجة له أو أبخل ما يكون به. وقد يستخدم المثل ذماً، وقد يستخدم وصفاً محايداً، وقد يستخدم اعتذاراً. يقول الشاعر: لاتحزم بالردي تحسبن راسه صليب كيف «تبغى تمرة عند مصاص العجم» أحسبن قل الدسم فالزبادي والحليب اثر حتى فالرجاجيل منزوع الدسم