العنوان ليس من قبيل المبالغة كون هناك من يعاني من أجهزته الإلكترونية.. فهذه الأجهزة تولد مجالات مغناطيسية تؤثر على الجهاز العصبي لنسبة معينة من الناس.. تتفاوت أعراضها بين الصداع والغثيان والخمول والدوخة وعدم التركيز.. لا يعلم معظم الضحايا أن علتهم تكمن في جوالاتهم، وأجهزتهم، والتقنيات الإلكترونية المحيطة بهم.. فمن المعروف أن "الموجات الكهرومغناطيسية" أحد أشكال الطاقة الإشعاعية التي تصدر من الأجهزة الكهربائية.. يتم بثها بشكلين "كهربائي ومغناطيسي" متساويين في الشدة، ومتعامدين في المستوى، وينتشران بسرعة الضوء.. وبما أن هناك تياراً كهربائياً يسري في أعصابنا وأدمغتنا يصبح تأثرها بالأجهزة الكهربائية أمراً محتملاً "كما يتأثر بث التلفزيون والراديو بعمل الخلاط أو المكنسة الكهربائية قربها".. وكان أحد علماء الأعصاب الكنديين قد قدم العام 2000 دراسة تتهم الهواتف المتنقلة بالتسبب بأورام دماغية مجهولة المصدر "ومن هنا تبلورت السمعة السيئة لتأثير الجوالات على أدمغة البشر".. كما ظهرت دراسات أخرى تتهم أبراج الجوالات "التي تبث نطاقات مكثفة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية" بالتسبب بمشكلات صحية كالسرطان وتساقط الشعر والأرق وعدم التركيز... غير أن المشكلة الرئيسة في هذه الاتهامات أنها "حتى لو كانت صحيحة" لا تصيب سوى نسبة معينة من الناس.. فمعظمنا لا يتأثر "أو هكذا نعتقد" بالمجالات الكهرومغناطيسية التي تخرج من الأجهزة الكهربائية والهواتف الذكية والكيابل المخفية داخل الجدران.. ولكن هناك حالات لأشخاص يدركون امتلاكهم حساسية مفرطة من التقنيات الكهرومغناطيسية.. ورغم أن الظاهرة مازالت غامضة ومختلفاً عليها، لا ينكر أحد أننا نعيش اليوم حالة تلوث راديوي وكهرومغناطيسي يخترق أجسادنا صباح مساء.. ورغم أن معظم الأطباء لا يعترفون أو لا يستطيعون تأكيد هذه العلاقة، أصبح لها جمعيات خاصة في أميركا، وأصبحت تملك اسماً علمياً مرعباً (إليكتروهايبرسينسيفتي (Electrohypersensitivity وتعني الحساسية المفرطة للكهرباء! .. لا أتوقع إصابتك بهذه الحساسية "ولا أتوقع تداخل سيالاتك العصبية مع أجهزتك الكهربائية" ولكن من المفيد أن تتذكرها دائماً كأحد الاحتمالات.. وفي جميع الأحوال خذها مني نصيحة: * استعمل سماعات خارجية لهاتفك الجوال.. * لاحظ أي أعراض تطرأ بسبب عملك بين الأجهزة الإلكترونية.. * لا تنم قرب الأفياش والتوصيلات والأجهزة الكهربائية.. * غير اتجاه سريرك بحيث تنام ورأسك شمالاً وقدماك جنوباً "كي يتسق جسدك مع مجال الأرض المغناطيسي".