قبل عدة أيام، أسدل ال sستار على عام مضى بكل ما فيه من أحداث ومواقف وحكايات، ليطل علينا بكل حب وألق عام sجديد، لم تتلوث بعد صفحاته البيضاء وأحلامه الجميلة. أماني وطموحات وتطلعات، تُقابلها ضغوطات ومعوقات وتحديات، تنتظر أن تُصافح هذا العام الجديد. عام 2018، كان عاماً مفصلياً، بل استثنائياً، شكّل نقلة/ هزّة طالت كل التفاصيل، الصغيرة والكبيرة، حتى عُدّ مقياساً زمنياً فاصلاً لمرحلة حرجة من مسيرة العالم، وتحوّل إلى ترمومتر دقيق لقياس ما قبل وبعد عام 2018. والكتابة عن هذا العام المثير بشكل موسع، تحتاج للكثير من المقالات والدراسات والتقارير، لكنني هنا، سأكتب فقط عن تداعيات وارتدادات هذا العام المثير على الشأن/ الواقع الوطني، وتحديداً عن قضية وطنية، شغلت، وما زالت، صنّاع القرار في وطننا العزيز، ألا وهي تنوع مصادر الدخل الوطني، هذا الحلم الذي بدأت معالمه وملامحه تتحقق وتتجسد في مشهدنا الوطني. لقد تحقق في عام 2018، الكثير من الإنجازات والتحولات الصخمة التي تُعد بكل المقاييس والمعايير، استثنائية وفريدة. الاقتصاد والثقافة والرياضة والسياحة والترفيه والفن والآثار والتراث والتعليم والصحة والإسكان وتمكين المرأة والمهرجانات والفعاليات وغيرها من كل القطاعات والمجالات، شهدت في هذا العام الذي ودعنا قبل عدة أيام، نقلة كبيرة غير مسبوقة، الأمر الذي أوجد الكثير من الحلول الحقيقية للكثير من الملفات والتحديات. خلال عقود طويلة، شكّل النفط، شريان الاقتصاد السعودي، فهو المصدر الأول والأضخم لميزانية الوطن، ولكن "برنامج التحول الوطني 2020" الذي يُمثل مدماك "رؤية المملكة 2030" بقيادة عرّابها ومهندسها محمد بن سلمان، حقق الحلم الذي حملناه كل تلك العقود، وهو تنوع مصادر الدخل، والانطلاق نحو اكتشاف واستثمار الكثير من الكنوز والثروات الأخرى التي يتمتع بها هذا الوطن الثري. نعم، السعودية دولة نفطية، واستفادت كثيراً من هذه الطاقة الحيوية الهائلة في بناء الوطن، ولكن حان الوقت الآن لرسم خارطة اقتصادية متنوعة الأشكال والإمكانات. لقد استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما يملك من شغف وإرادة وطموح، أن يرسم ملامح جديدة للاقتصاد السعودي، بعيداً عن الاعتماد الكبير على سلعة واحدة كمصدر للدخل، وقد نجح في صنع استراتيجية طموحة تتكئ على حزمة من التطورات والإصلاحات المتسارعة التي تشهدها المملكة، وذلك لدفع وتيرة التحول الوطني على كافة الصعد والمستويات. محمد بن سلمان الذي غيّر وجه الوطن في مدة قصيرة جداً يُثبت وبشكل قاطع أن المملكة في طريقها نحو التحديث والتجديد، وهو يقود مشروعاً إصلاحياً صخماً، هدفه الأول والأساسي التقليل من الاعتماد المطلق على النفط، وتأسيس خطط استراتيجية طموحة لتنويع مصادر الدخل، لينقل هذا الوطن الرائع إلى المكانة التي يستحقها في مصاف الدول الكبرى في العالم.