أبرز باحثان سعوديان مختصان في أنظمة هندسة الاتصالات واستراتيجيات الأمن السيبراني أربعة إجراءات احترازية من شأنها الحماية من مخاطر اختراق تطبيقات "الواتس آب". وكشفا الباحثان عن الخطوات المتبعة لاستعادة التحكم في التطبيقات المخترقة، محذرين في الوقت ذاته من الأخطاء التي يرتكبها بعض مستخدمي تلك التطبيقات والتي بدورها تسهل عمليات الاختراق. وتأتي هذه التحذيرات في وقت بدأت تتنامى فيه عمليات الابتزاز والمساومة من قبل مخترقي تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الواتس آب، بغرض سرقة البيانات وطلب تحويل الأموال. ووفقا للمهندس الدكتور نافل العتيبي المختص في استراتيجيات الأمن السيبراني فإن الحماية من مخاطر اختراق حساب الواتس آب يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين، الأول يركز على حماية الحساب من الاختراق، والثاني يركز على حماية المستخدمين الذين يتواصل معهم الهاكر عبر الحساب المخترق. واستعرض العتيبي أهم خطوات حماية الحسابات من الاختراق، والمتمثلة في الحذر من النقر على الروابط المشبوهة، تحميل المرفقات دون التأكد من سلامتها، تفعيل خدمة التحقق الثنائي بإضافة رقم سري لحساب الواتس آب، وكذلك إذا كان حساب الواتس آب يحوي معلومات سرية فيجب أن تتأكد من إلغاء خاصية النسخ الاحتياطي على السحابة. وأضاف "بالنسبة للمستخدم الذي يستقبل طلبات غريبة من أصدقاء الواتس آب فيعتبر التريث في الاستجابة للمطالب التي تصل عن طريق رسائل الواتساب خصوصا إذا كانت تتضمن طلب تحويل أموال من أولويات الحماية"، مشيرا إلى ضرورة التأكد من الطلب عن طريق الاتصال الهاتفي والتأكد من صوت المستخدم. ولفت العتيبي إلى أن طريقة استعادة الحساب المخترق، تتمثل في حذف التطبيق ثم إعادة تحميله من المتجر الإلكتروني، موضحا ً "إذا فشلت هذه الطريقة فلا خيار سوى التواصل مع شركة الواتس آب نفسها". إلى ذلك قال باحث الدكتوراه في هندسة الاتصالات بجامعة مانشستر تركي الحربي أن التسارع الملحوظ في عالم الإنترنت وتحديدا في عدد برامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية أدى إلى زيادة أعداد مستخدمي هذه البرامج بشكل لافت، مشيراً إلى أن هذا التطور ساهم في إتاحة العديد من الوسائل التي من شأنها تسهيل عملية اختراق هذه التطبيقات لغرض الابتزاز، سرقة البيانات، أو حتى المساومة. وقال الحربي في الآونة الأخيرة إزدادت عملية اختراق برنامج الواتس آب أحد أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي، والذي يفوق عدد مستخدميه المليار حول العالم، موضحاً "عملية الاختراق تتم بغرض التواصل مع أصدقاء الضحية وانتحال شخصيته لتحويل مبالغ مادية لحسابات شخصية أو دولية، أو لسرقة بيانات المستخدم المتاحة في التطبيق من صور وغيرها بغرض الابتزاز والمساومة لاسترجاعها. ولفت الحربي إلى أنه يوجد العديد من الطرق المؤدية لاختراق تطبيق الواتس آب، مشيراً إلى أنه من أهمها اختراق هاتف الضحية عبر إرسال برمجيات خبيثة عن طريق الرسائل النصية، إرسال ملفات ضارة عبر روابط مشبوهة عن طريق الواتس آب، بعض برامج وتطبيقات التجسس التي تساعد على التحكم بالأجهزة، الحصول على رمز التفعيل، أو عن طريق تطبيق خاصية التفعيل عبر استقبال المكالمات الهاتفية خاصة إذا كان المخترق قريبا من جهاز الضحية. وشدد الحربي على أنه عند حدوث عملية الاختراق ينبغي إعادة ضبط المصنع للجهاز وتحميل البرنامج من جديد وتفعيل الحساب، مضيفاً "غالبا يصعب استرداد الحساب بهذه الطريقة خاصة إذا قام المخترق بتفعيل خاصية التحقق بخطوتين، وفي هذه الحالة يتوجب على المستخدم إرسال إيميل إلى [email protected] يوضح من خلاله أن حسابه قد تم اختراقه، ويقوم بكتابة رقمه مضافا إليه الرمز الدولي ويطلب تعطيله، أو عن طريق التطبيق نفسه من حيث الدخول إلى الضبط - مساعدة - تواصل معنا، لافتاً إلى أنه من المهم التواصل مع جهات الاتصال وإيضاح أن الحساب قد تم اختراقه حتى لا تتم عملية الاحتيال. وأضاف "لابد أن يحرص المستخدم على عدم مشاركة أي معلومات شخصية في مختلف برامج التواصل الاجتماعي، والتأكد أنه لايوجد أي جهاز آخر مربوط به حساب الواتس آب"، قائلاً "بعد ذلك يقوم المستخدم بتفعيل خاصية التحقق بخطوتين عبر إدراج رقم سري وإضافة إيميله الشخصي، إضافة لذلك يقوم بتثبيت برامج مكافحة الفيروسات في الجهاز. م. د. نافل العتيبي