عبدالرحمن حسن جان* من ورا التريلات ، بدون همزة ، عبارة عامية تُتَداول في المجتمع السعودي وتعني النقد أو التلميح أو التعرض لسوء بطريقة غير مباشرة أو بطريقة ملتوية ، أما التريلات فهي الشاحنات المعروفة ، وأقصد من تلك العبارة في مقالي أن عملية اختراق وسائل التواصل الاجتماعي تمت من ورا التريلات أي بطريقة غير مباشرة وليس كما هو المعتاد في عمليات الاختراق . أصبح اختراق شبكات التواصل الاجتماعي أمراً اعتيادياً على الإنترنت ، حيث أنه كل ثانية تحدث عملية اختراق واحدة حول العالم ، يتم اختراق البريد الإلكتروني والإنستغرام وتويتر ويوتيوب وفيسبوك وغيرها من الحسابات عبر الإنترنت ، حتى إذا كان لديك كلمات مرور قوية واتخذت اجراءات أمان إضافية ، فإن حساباتك ليست آمنة من المتسللين . أما عملية الاختراق في هذه المرة كانت بحيلة جديدة ماكرة لم أسمع عنها من قبل ، فمنذ أسبوعين تقريباً أعلن رئيسي في العمل في تغريدة بتويتر عن إقامة دورة تدريبية في مقر العمل ، وبعد الإنتهاء من الدورة ، تلقى رسالة على الخاص في تويتر ، كانت من حساب وهمي منتحل شخصية مدير إحدى الجمعيات الخيرية بمكة المكرمة ، تحتوي الرسالة على شكر وتقدير على نجاح الدورة التدريبية وعلى الجهود المبذولة فيها ، وبعد ذلك عرض المنتحل النصاب عليه الانضمام إلى مجموعة خيرية في الواتس آب تابعة للجمعية وذلك من منطلق التعاون بين مؤسسات المجتمع ، ولم يكن يخطر بباله أن ذلك الشخص هو في الحقيقة محتال وبحسن نية وثق به وانضم للمجموعة ، وبمجرد أن تمت إضافة رقم جواله للمجموعة ، أرسل رقم كود لجواله وطلب منه تزويده بالرقم ليتم تفعيل الإشتراك ، ولكن كان الهدف الإجرامي هو اختراق الواتس آب ، ولله الحمد باءت محاولة الاختراق بالفشل بسبب تفعيل خدمة التحقق بخطوتين المتوفرة في إعدادات الواتس آب ، ورغم تلك الحماية سُحب الواتس آب من صاحبه ولكنه عندما قام بتفعيل رقمه مرة أخرى استطاع استعادة الواتس . إن أغلب مشاكل الواتس آب تكون بسبب أن المستخدمين يتلقون اتصالات تبلغهم أنهم قد ربحوا جائزة والهكر يطلب منهم رقم الكود المرسل إلى جوالاتهم للتأكد من هوياتهم . إن اختراق حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني يعتبر جريمة تقنية يمكن التبليغ عنها من خلال استخدام تطبيق كلنا أمن . *أخصائي اجتماعي أول